رجال آخر زمن.. يضرب زوجته ووالدتها وينشر صورا وفيديوهات رقص لها بالشرقية
الشرف.. ليس مجرد كلمة أو وصف يفصل بين من يمتلكونه وغيرهم كفصل السماء عن الأرض، لكنه قيمة وربما أكثر القيم وأرفعها التي تستحق أن يُبذل لأجلها ولأجل الدفاع عنها حياةً في حد ذاتها، إلا أن تلك القيمة الرفيعة للأسف بيننا من لا يُدركها أو يصونها حتى، وهوَّ ما حدث لسيدة ساقها الحظ العاثر للزواج بمن لا يضمر مودة أو يُقدر رحمة، بل ويعيث في شرفها فسادًا لينعتها بأقذع الألفاظ على مرأى ومسمع الجيران وعوام الناس في الطرقات.
على بُعد أمتار من وسط الحي العاشر في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وبينما أعلنت عقارب الساعة تمام السابعة صباح الثلاثاء الماضي، هب الجميع واقفًا حين علا شرر ودخان النيران التي اشتعلت فجأة في مسكن سيدة بسيطة بالطابق الأرضي في أحد المنازل هناك، وفي غضون دقائق كانت النيران قد أتت على محتويات الشقة وما فيها، وبين هذا وذاك كانت صاحبة الشقة وابنتها وحفيدتها خارج المنزل؛ الجدة لشراء الخبز والابنة والحفيدة كانتا بالخارج كذلك على غير العادة، وكأن الله قد افتداهم جميعًا وجنبهم شر الحريق.
يُنشيء حسابا مزيفا باسم زوجته وينشر صورا وفيديوهات خاصة للخوض في شرفها
التهمت النيران محتويات المسكن بالكامل، لكن الفاجعة لم تكن من كارثة الحريق بل كان ما جرى بعدها بساعات؛ حين فوجئت بنت صاحبة المسكن المحترق رشا عاطف، أن زوجها قد أنشأ حسابًا باسمها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأخذ في نشر صور لها دون حجاب وفيديو لها وهي ترقص، وزاد من خِسة ما يفعله بأن عنون ذلك بالخوض في شرفها واتهامها بأنها تفعل ذلك ابتغاء الفاحشة، والمؤسف أنه هوَّ من استولى على تلك الصور والمقاطع الخاصة التي كانت زوجته قد التقطتها لنفسها وهي في منزلها رفقة طفلتهما، لكنه وبكل ما في شصيته التي لا تمت للمروءة بشيء -حسب الزوجة- اقتطع الفيديو ليظهر دون ابنته، ونعت زوجته بأقذع الألفاظ.
قبل الاتهام والمقاطع والخوض في عرض وشرف الزوجة مرت أيامًا ثقال عليها منذ زواجها من زوجها المتهم؛ الذي كان دائم التعدي عليها بالضرب داخل منزلهما وخارجه، بل وطالت يداه ليتعدى بالضرب على والدتها، وبين هذا وذاك ينعتها دومًا بالخيانة وأشياء لا يقبلها رجل على زوجته، وحين يراها صدفة في الشارع يتكرر الأمر بحذافيره ويطولها اعتداءً منه بالضرب وأسلحة بيضاء وربما ضرب من معها كان من كان، والدتها أو أيٍ من زميلاتها في العمل أو جاراتها.
سردت الزوجة المغلوبة على أمرها رشا عاطف خيري، تفاصيل ما جرى وما تعرضت له على يد زوجها، في مشهد جاء على بُعد خطواتٍ من مسكن والدتها الذي كان يأويها وابنتها واحترق عن آخره بمحتوياته، لتؤكد على أنها سبق وعلمت ورأت مقطع فيديو لزوجها وهوَّ مُكبل بعدما تم ضبطه يسرق هاتفًا، وأن وقت الواقعة تبين أنه قبل خمس سنوات، وحين واجهته بذلك أكد على عدم اهتمامه ولا مبالاته، بل ولم يُحرك ساكنًا أو يشعر بالخزي، لتشير إلى أنها باتت لا تملك شيئًا من الدنيا ولا تملك حتى رفع دعوى تُطالب فيها بالطلاق لما تُعانيه من زوجها لعدم قدرتها على توفير نفقات الدفاع والمحامين، لكنها قد لاذت بإدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات، التابعة للإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات في وزارة الداخلية، وحررت هناك بلاغًا رسميًا بما جرى وتُعانيه على يد زوجها من ابتزاز وتشهير بها والخوض في شرفها ونشر صور ومقاطع خاصة وإظهارها على غير حقيقتها، في بلاغ حمل رقم 5 أحوال مباحث الإنترنت في منطقة العباسية بتاريخ 8 أبريل الجاري.
بلاغات وتعدي بالضرب دون رادع
محضر رشا في مباحث الإنترنت سبقه تحرير عدة محاضر تُثبت وتتهم خلالها الزوج المتهم أحمد ع م ع، بالاعتداء بالضرب على والدة الزوجة بتاريخ 15 مارس الماضي في المحضر رقم 483 إداري ثانٍ العاشر من رمضان لسنة 2022، والاعتداء بالضرب على الزوجة بتاريخ 28 مارس الماضي في المحضر رقم 1602 جنح قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان لسنة 2022، وأخيرًا محضر الحريق الذي التهم محتويات مسكن الأم ولا يزل قيد التحقيق في المحضر رقم 735 إداري ثانٍ العاشر من رمضان لسنة 2022، المُحرر بتاريخ 5 أبريل الجاري، والذي لا يزل قيد التحقيقات وتحريات رجال المباحث الجنائية.