ذاكرة الأمثال| يا بدر شمسك نص الليل
مخطئ من يعتبر الأمثال كلامًا يقال من أجل التسلية، فالأمثال تحمل هوية الأمم وتاريخها، لأنه بقدر ما تكون الأمثال قديمة؛ يكون ذلك دليلا على قدم تاريخ الأمة التي توارثت هذه الأمثال.
والأمثال أيضًا تمدنا بالخبرات الحياتية، وتجعلنا نتفادى ما وقع فيه أجدادنا السابقون من أخطاء ونتبع ما سارو عليه من صواب، ونأخذ منها الدروس والعبر، ومن الأمثال القديمة: يا بدر شمسك نص الليل، أي: يا بدر، ضياؤك واضح في نصف الليل كأنه ضياء الشمس.
يفسر المفكر أحمد تيمور باشا المثل في كتابه الأمثال العامية بأنه يُضرب للأمر الواضح الظاهر لجميع الناس، وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في كتابه المستطرف في كل فن مستظرف برواية: ظهرك عند نصف الليل.
وفي معنا المثل مثل آخر وإن اختلافات ألفاظه تماما وهو قولهم على عينك يا تاجر، والعرب تقول في مثل هذا المثل أيضا ليس على الشرق طخاء يحجب، أي: ليس على الشمس سحاب، وتضرب هذه الأمثال في الأمر المشهور الذي لا يخفى على أحد.
بصل أحلى من العسل
ومن الأمثال أيضا قولهم يا بصل أحلى م العسل، قال: أُهو بعيون الناس، أي: قال أحدهم: هذا البصل أحلى مذاقا من العسل، فقيل له: ها هو ذا في الأيدي ومرئي للعيون فلندع الحكم فيه للناس ونترك مجادلتك في زعمك الكاذب، ويضرب في وصف شيء بخلاف حقيقته مع ظهورها للناس وعدم احتياجها إلى الجدال.