نحر طالبة جامعة المنصورة جريمة في حق الوطن
ليست حروب الجيل الرابع إطلاق الشائعات ونشر وإعلان منصات قنوات الإباحية الجنسية فحسب، بل إعلام الفن الهابط من أفلام ومسلسلات تقيد أخلاق المجتمع وتذهب به إلى الفسق والفجور والقتل والاغتصاب والدعارة والمخدرات، وهذا ما يتم مشاهدته من خلال فن هذا الزمان الذى يتباهى أبطاله بأنه نمبر وان، إلى جانب دعواته لحضور مناسبات كبار المسئولين ومهرجانات هدم قيم الأخلاق والدين تحت مسمى حرية الإبداع.
ومن السقوط في مشاهدة قبح هذه الدراما الفنية، إلى تنفيذها لجرائم همجية على أرض الواقع، بعد أن تيقظ المجتمع لخطر مشاهدتها ووجودها، فالكل يتأهب ويشعر بجرائم اقترفها لأنها خرجت من رحم الشيطان، وبعيدة عن الدين والأخلاق وقيم المجتمع النبيلة، إلى الربح السريع وتحقيق دعاية فنية قذرة لتحقيق مجد شخصي رخيص، يحتمى فيه صاحبه إلى قوة شركات إنتاج خفية يطال فسادها في البر والبحر من أجل غياب وعى مجتمعي لكى تحيق به بواعث الفتن ونوازع الشهوات.
وأصبح محمد الطالب في كلية الآداب جامعة المنصورة، الذى ذبح زميلته الطالبة نيرة في ذات الكلية تلك الجريمة البشعة التي اهتز الرأي العام كله لبشاعاتها لتداولها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وبغض النظر إذا كان هذا الحادث الإجرامي حدث داخل جدران الجامعة أو خارجها، لأننا لسنا بصدد أدلة اتهام في الإثبات الجنائي، ولكن نترك هذا الأمر إلى تحريات المباحث لأنها هي صاحبة الاختصاص الأصيل في تحديد مكان وقوع الجريمة والبواعث التي دفعت المتهم لارتكابها كقرينة جديدة تعزز أدلة الإثبات لديها، لأن أمر مأساة قتل الطالبة نيرة هي قضية غياب مجتمع خضعت عقوله للانقياد، لبرامج الفضائيات الخاصة وجعجعة مقدميها دون تقديم محتوى جيد سليم، لأن أهدافها هي وقوع الرأي العام في فخ الإيهام والتضليل، فبعد أن كان شبابنا ضحية تضليل وتطرف وإرهاب على يد جماعات الفاشية الدينية، أصبح الآن ضحية الإعلام الخاص الذى يشيع الفوضى والفتن والشائعات التي تدمر الإنسان في عقيدته ووطنيته، حتى أصبح مقدمي هذه البرامج أصحاب فتوى ورأى ودين لدرجة أن أكثر مذيعي هذه البرامج شهرة نصب نفسه على أنه له قوة التنفيذ والإجبار بحيث يعلو صوته فوق سلطة اتخاذ قوة السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية، دون خضوعه للقانون الذى يحد من جرائمه المغلوطة في معلوماته المفبركة حتى أصبحت أقواله من خلال برامجه جريمة بلا عقاب.
إن سقوط الضحية نيرة مضرجة في دمائها بعد أن ذبحها هذا الحقير بدم بارد، فيكون هذا التجاوز من الجرائم نتيجة غياب الوعي الديني الصحيح الذى يرجع إلى خطيئة الأسرة في تربيته وغياب المؤسسات الدينية المسئولة في المقام الأول عن تربية وسلوك النشء تربية دينية سليمة، لأن غياب الأزهر ووزارة الأوقاف والكنيسة جعلت الشباب ضحايا لفتوى الفضائيات ومشاهدة أفلام الإجرام بأنواعها، بتغذية رأس الشباب بهذا الفكر هو خلق كيان معاد للحضارة الإنسانية وتدمير المجتمع في عقائده وضياع هوية الأمة، أن ترك الأوضاع بهذا الشكل دون تدخل لإيجاد الحلول السليمة لها من قبل أجهزة الدولة الحكومية التي تمثلها مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف والرياضة والتعليم والتعليم العالي والكنيسة وفي وجود صحافة وإعلام الدولة، فهذا سوف يؤثر ذلك سلبا على فقد قيم وأخلاق المجتمع السائدة، وفى المقابل يفرز لنا شخصيات إجرامية فاسدة والتي كانت نضجها ذبح رجل الإسماعيلية على يد شاب فصل رأسه عن جسده أمام الناس أثر تناوله لحبوب مخدرة أثرت على سلب عقله مما دفعته لارتكاب جريمته وكان هذا أواخر العام الماضي، ثم جريمة مقتل كاهن كنيسة الإسكندرية على يد متطرف ديني وأخيرًا جريمة جامعة المنصورة ونسأل الله تعالى أن تكون آخر هذه الجرائم حتى لا يتحول المجتمع إلى وحوش آدمية يفترس بعضه ببعض، ويخرج عن مبادئه السامية وتتقيد هيبة الدولة، لأن وجود نظام قانوني يحد من إنتاج ونشر هذه الأفلام وفتاوى الفضائيات الضالة، لكى تطمئن قلوب الناس وتأمن وتهتدى إلى قوة عقيدتهم الدينية ويتحقق النظام الذى يصون هيبة الدولة، لأن الذي ينقذ مصر من فوضى هذه الأفلام وفتاوى الفضائيات وشرورها هو تنفيذ القانون على كل من تجاوز في إهدار قيم وأخلاق المجتمع، حتى لا يتحول لإهدار دمائهم بأيديهم بأفعال كل مجرم يديه مخضبة بدم أخية الإنسان وهذا ما فعله الطالب محمد نحو زميلته الطالبة نيرة بكل إجرام ووحشية.