بايدن في السعودية وبوتين يتوجه لطهران.. نفط الخليج ونووي إيران يشعلان الصراع الروسي الأمريكي
ساعات قليلة وتبدأ مراسم استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن في المملكة العربية السعودية، قادمًا من إسرائيل، ليعد بذلك أول رئيس يستقل طائرته من مطارات إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية مباشرةً، معلنًا أنه سيبحث في المملكة أزمة الطاقة العالمية، أملًا في الحصول على موافقة سعودية على تزويد إنتاج النفط لمواجهة ما تسببت به الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب مناقشة سُبل مواجهة نووي إيران.
وقُبيل توجهه إلى منطقة الشرق الأوسط، أشار بايدن، في مقاله بواشنطن بوست، إلى أن الرياض تعمل في الوقت الحالي مع خبراء أمريكيين؛ للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين.
نووي إيران على طاولة النفط الروسي الأمريكي
أما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، فأكد بايدن في المقال ذاته أنه يبحث مع القادة السعودية البرنامج النووي الإيراني وأمن المنطقة من تهديدات إيران، كما لم يتوانَ عن توجيه تهديد قوي بإمكانية استخدام قوته العسكرية ضد طهران.
وفي مقابلة مع القناة 12 العبرية، عقب ساعات من وصوله إلى تل أبيب، يقول الرئيس الأمريكي إن بلاده ستستخدم القوة كملاذ أخير لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، موضحًا سبب استمرار الولايات المتحدة في دعم إحياء اتفاق إيران لعام 2015، على أساس أن طهران أقرب إلى سلاح نووي من أي وقت مضى.
ليرد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بنيامين نتنياهو، قائلا في تغريدة له: قلت للرئيس بايدن إن العقوبات الاقتصادية على إيران لا تكفي، وإن هناك حاجة لخيار هجومي عسكري ضدها.
لا ترسلوا أسلحة إسرائيلية إلى أوكرانيا
وخلال وجود الرئيس الأمريكي في إسرائيل، خرجت وسائل إعلام أمريكية معلنة أن واشنطن طالبت تل أبيب بتزويد أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة الترسانة العسكرية الروسية، من بينها أسلحة دفاع جوي، لترد موسكو من خلال نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوجدانوف، في مؤتمر صحفي، معربًا عن أمل بلاده في أن تتحلى القيادة الإسرائيلية بما يكفي من الحكمة، وتتخذ القرار الصحيح تجاه مطالبات واشنطن بتزويد كييف بالسلاح، للتصرف بشكل صحيح، وبناءً على طبيعة العلاقات مع روسيا.
بوتين يتوجه لإيران يا سعودية
تحركات روسيا في منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، تؤكد مساعي روسيا لتحييد الدول الخليجية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية من الدخول في صراعات الطاقة بين موسكو والغرب الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالغاز الروسي.
موسكو أرسلت رسالة مفادها: "إذا تحركتم مع أمريكا سنتحرك مع إيران"، بعدما أعلنت الخارجية الروسية، عشية بداية رحلة بايدن إلى إسرائيل قبيل توجهه إلى السعودية، أن زعيم الكرملين الروسي فلاديمير بوتين سيتجه في رحلة إلى طهران، معقل القلق النووي لكل من السعودية وإسرائيل.
موقف روسيا ظهر للعلن بشكل أكبر بعدما خرج ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي له، قائلا إن موسكو تأمل في ألا تؤدي دبلوماسية النفط للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قلب السعودية ضد روسيا خلال زيارته للشرق الأوسط.
ويشير إلى أن روسيا تقدر بشدة التعاون مع السعودية في إطار أوبك+، وتأمل في ألا تكون زيارة بايدن مصحوبة بمحاولات أمريكية لبناء علاقات موجهة ضد روسيا، مردفًا أن الكرملين يثق في سياسة المملكة، ويأمل في ألا يكون تطوير علاقات الرياض مع عواصم العالم الأخرى موجهًا ضده.
المتحدث باسم الكرملين أعلن أن بوتين يحضر لزيارة إلى العدو اللدود للرياض المتمثل في طهران، وأنه سيعقد اجتماعًا مع إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني، والمرشد الأعلى في طهران، للحديث عن جميع التطورات بما فيها البرنامج النووي الإيراني، فزاعة الخليج وإسرائيل.
وفق تأكيدات الكرملين، فإن بوتين سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته، وسيعقد الأطراف الثلاثة اجتماعات ثلاثية، وهو ما أكده رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإيراني، محمد رضا بور إبراهيمي، أن بوتين سيزور طهران الأسبوع المقبل؛ بهدف توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
مَن ينتصر في الحصول على النفط الخليجي؟
الرئيس الأمريكي لوّح بأن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لمنع حصول طهران على سلاح نووي، على أساس أنه بات أكثر ما يهدد دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، متحدثًا عن رغبته في كسب ود المملكة لمواجهة الدب الروسي فيما يتعلق بصراع الطاقة، أملًا في كبح جماح الروس باللعب بورقة الطاقة في وجه أوروبا.
ويتوقع محللون أن هناك صراعًا روسيًا أمريكيًا يلوح في الأفق من أجل الحصول على منابع النفط الخليجية باستخدام ورقة التهديد الإيراني، فواشنطن تهدد بضرب إيران، إنْ لزم الأمر، والروس يلوحون بقدرتهم على منع طهران من مواجهة الخليج، وتهديدهم بأسلحتها النووية حال امتلكتها.