الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أشعلتها تغريدة الصدر وهدأتها كلمته.. ماذا حدث بين عشية وضحاها في العراق؟

متظاهرون من أنصار
سياسة
متظاهرون من أنصار الصدر في العراق
الثلاثاء 30/أغسطس/2022 - 08:49 م

عاد الهدوء مجددا إلى العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، بعد ليلة دامية وصباح صاخب بأصوات الرصاص وانفجارات قذائف الهاون، في مشهد أقرب إلى حرب الشوارع لم يخل من الدماء، ولم توقفه سوى كلمات من الزعيم الديني والسياسي مقتدى الصدري، الذي دعا أنصاره إلى الانسحاب الفوري من الشارع، وتبرأ من أية احتجاجات عنيفة كانت أو سلمية.

ومع خلو الشارع من المتظاهرين والمليشيات؛ رفعت السلطات العراقية حظر التجوال الذي فرضته أمس، وفُتحت الطرق والجسور المغلقة.

بدأ التصعيد غير المسبوق الذي شهدته بغداد أمس، بتغريدة من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أعلن فيها اعتزاله العمل السياسي نهائيا، بعد فشل دعوات الإصلاح التي أطلقها على مدار الشهور الماضية -بحسب رؤيته- لتنفجر بعدها الأوضاع، وتتوافد حشود الغاضبين على المنطقة الخضراء، ويقتحم المتظاهرون مقرات حكومية من بينها القصر الحكومي؛ فعلق مجلس الوزراء جلساته وفرضت السلطات حظر التجوال الشامل.

مع حلول المساء، بدأت المليشيات في الظهور في شوارع بغداد، وهاجمت سرايا السلام، الجناح المسلح للتيار الصدري، مقرات لـ عصائب أهل الحق ومنظمة بدر، وهما فصيلين مسلحين يتبعان قوى شيعية أخرى تنتمي لـ الإطار التنسيقي، ومدعومة من إيران.

والإطار التنسيقي، هو تحالف يضم جميع القوى الشيعية باستثناء التيار الصدري، وتدعمه إيران، وتَشكل عقب الانتخابات الأخيرة التي جرت في أكتوبر 2021، لمواجهة الصدر، بعد توجهه لتشكيل حكومة أغلبية وطنية ورفع شعارات الخروج من الهيمنة الإيرانية؛ على خلفية تصدره نتائج الانتخابات وفوزه بالكتلة الأكبر في مجلس النواب، لكن قوى الإطار كانت ترغب في تشكيل حكومة ائتلافية تضمهم جميعا.

أزمة متواصلة قادت للانفجار أمس

تعثر تشكيل الحكومة العراقية على مدار العشرة أشهر الماضية، ولم تنجح جميع مساعي حل الأزمة؛ واستمرت الخلافات الحادة والانقسام الشيعي؛ حتى دخلت الأزمة مرحلة جديدة في يونيو الماضي، عندما أعلن التيار الصدري استقالة جميع نوابه بالبرلمان، وهنا دفع الإطار التنسيقي بمرشحه محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، ودعا لعقد جلسة بالبرلمان للتصويت عليه.

أشعلت هذه الخطوة غضب أنصار التيار الصدري، فاقتحموا البرلمان العراقي، في نهاية يوليو الماضي، وعطلوا انعقاد الجلسة ودخلوا في اعتصام مفتوح؛ ثم في أغسطس، صعد الصدر من مطالبه ودعا إلى حل البرلمان العراقي وإجراء انتخابات مبكرة وإجراء تغيير جذري في النظام السياسي والدستور وقانون الانتخابات.

دفع الإطار التنسيقي بأنصاره في حشد مضاد، وظل اعتصام كلا الطرفين بالمنطقة الخضراء حتى صباح اليوم؛ لكن ظلت الأوضاع هادئة حتى نشر الصدر تغريدته أمس، باعتزال العمل السياسي نهائيا.

أشعلت تغريدة الصدر غضب أنصاره تجاه الأطراف الأخرى، وتدفقوا إلى الشارع للاحتجاج ضد من يصفونهم بالفاسدين.

قتلى وجرحى بالمئات.. وكلمة الصدر تعيد الهدوء

سقط 30 قتيلا في الاشتباكات الدامية التي شهدتها بغداد، بالإضافة إلى نحو 500 مصاب، ولم يوقف الاشتباكات سوى تصريحات الصدر، اليوم التي أمهل فيها أنصاره 60 دقيقة للانسحاب من الشارع وفض الاعتصام، مؤكدة تبرؤه من هذه الثورة التي كان قد دعا إليها قبل أن تنجرف إلى الاقتتال وتسيل فيها الدماء.

ولم يكد الصدر ينهي كلمته، حتى بدأ انسحاب المتظاهرين من الشارع، واختفت مظاهر السلاح والمليشيات من المنطقة الخضراء، ووصف الصدر المليشيات بالوقحة بعد انزلاقها إلى استخدام السلاح.

تابع مواقعنا