ليس ذنب الدين أن عقلك قاصر.. مظهر شاهين يرد على تصريحات محمد عطية حول زواج المساكنة
رد الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، على تصريحات الفنان محمد عطية، التي قال فيها إنه لا يقبل بعض الأمور في الحياة الدينية مثل تعدد الزوجات، كما أنه مع فكرة المساكنة والزواج دون عقد، حتى يتأكد الطرفان من أنهما متوافقان جنسيًا ثم يقدمان على خطوة الزواج.
وقال شاهين، في بيان له، إن الزواج آية من آيات الله، ذكره في كتابه فقال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، والزواج ليس كما يظن البعض أنه وسيلة للمتعة وفقط، بل إن الزواج عقد شرعي لهدف أسمى وأعظم ألا وهو الحفاظ على ذرية آدم وتناسلها لتحقق مراد الله منها في عبادته وعمارة هذا الكون، عبر وسيلة مشروعة تحفظ لها كرامتها، وتحول دون اختلاط الأنساب، وهتك الأعراض، إضافة إلى ستر كلا الزوجين للآخر وإمتاعه وقضاء شهوته في إطار الحلال وبعد تحقق شروطه واكتمال أركانه {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}، وجعل الله تعالى المودة والرحمة أساسًا للتعامل بين الزوجين ليواجها معا متاعب الحياة، ويتغلبا على تحدياتها.
وأضاف شاهين: وبالتالي فإن ما يقوله هذا الفنان لم يراع هذه الأهداف السامية، بل لم ينظر إلى الزواج إلا على أنه مجرد قضاء شهوة وصداقة بين رجل وامرأة، ومن هنا كان الشطط والخلل والخبل، لأن ما يدعو إليه هذا الفنان ليس زواجا شرعيا مكتمل الأركان، وإنما هي دعوة إلى البغاء ونشر الفسق الفجور في المجتمع تحت مسمي "زواج المساكنة" - إن كان يقصد من كلامه الدعوة إلى إقامة علاقة جسدية مكتملة بين رجل وامرأة بدون زواج شرعي، ولا وصف لكلامه عندي إلا أنه شغل تسالي لا يناسب مقام الزواج الذي وصفه الله تعالي في كتابه بالميثاق الغليظ،{وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا.
وأكمل: أنني أرفض كلامه جملة وتفصيلا لمخالفته ما استقرت عليه أحكام الزواج الشرعي الصحيح، كما أرفضه كذلك من الناحية الأخلاقية وأقول له: إن البنت المحترمة بنت الناس لا تقبل إلا برجل محترم يحفظ لها كرامتها ومكانتها وحقوقها، إنما شغل التسالي اللي بتسميه أنت مساكنة قد يناسب بعض أخلاق من أنت معجب بهم في الغرب مثلا، لكنه لا يناسب أخلاق مجتمعاتنا وبناتنا، وبنات الناس المحترمات لا يقبلن به أبدا، فالحرة تموت ولا تأكل بثدييها، لقد أمر الله من لا يستطيع أن يتزوج أن يتعفف عن الوقوع فيما حرم الله، قال تعالي:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ}، فما بالنا بمن يستطيع الزواج؟ لا شك أن العفة في حقه أولي وأوجب.
واستدل شاهين، بقول الإمام السعدي في تفسيره لهذه الآية: (هذا حكم العاجز عن النكاح، أمره الله أن يستعفف، أن يكف عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفه عنه، من صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه، ويفعل أيضا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
كما استدل بقول الإمام الطبري: يقول تعالى ذكره: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ﴾ ما ينكحون به النساء عن إتيان ما حرّم الله عليهم من الفواحش، حتى يغنيهم الله من سعة فضله، ويوسِّع عليهم من رزقه.
مظهر شاهين عن المساكنة: طرح هذه الأفكار قد يدفع البنات إلى البغاء
وأشار شاهين، إلى أن الله حرم نشر البغاء أو دفع الفتيات إليه لأي سبب فقال:{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وطرح مثل هذه الأفكار قد يدفع بعض البنات إلي البغاء وهم لا يعرفون.
ووجه شاهين حديثه إلى الفنان محمد عطيه قائلًا: أنصحك بأن تستفيق لنفسك فالمسألة ليست لعبة: دي حياة، وأسرة، وأعراض، وأبناء، وسمعة ناس ومجتمع.
كما رد شاهين على تصريحات عطية بشأن وجود 4200 دين، قائلًا: أما بمناسبة زعمك أن الأرض عليها 4200 دين، فهذا خبل كبير لأن الأرض ليس عليها سوى ثلاث رسالات سماوية فقط يشملها الإسلام لأنه الدين الخاتم، "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ"، وليس 4200 دين كما تزعم، إلا إذا اعتبرت عبادة الفئران والبهائية وغيرها أديان وهذا خبل، وجهل البعض ليس مسئولية الإسلام، وأما كلامك عن عدم اقتناعك ببعض الأمور الذي يأمر بها الدين الإسلامي، دعني أصارحك بأن العيب فيك أنت وليس في الدين، فليس ذنب الدين أن عقلك قاصر عن فهمه.
واختتم شاهين حديثة موجهًا نصيحة إلى الفنان محمد عطية: يا أخي الكريم: حاول أن تقرأ وتفهم قبل أن تتلفظ بكلام أرعن، قد يفهم منه أنك ناقم علي الدين والقيم، أو يفهمه البعض منك علي أنه دعوة للإلحاد - والعياذ بالله، وأسأل الله لي ولك الهداية.