توقعات بتخفيض إنتاج النفط في اجتماع أوبك+.. السعودية وروسيا في مواجهة أمريكا
صراع دائم ومستمر بين السعودية أكبر المصدرين للنفط وبين أمريكا أكبر المستهلكين والمتأثرين بقرارات مجموعة أوبك + والتي تبحث خفض إنتاج النفط لأكثر من مليون برميل يوميًا في اجتماعها المقبل في 5 أكتوبر الجاري.
وتجتمع أوبك+، التي تضم أوبك ومنتجي نفط مستقلين منهم روسيا، على خلفية تراجع أسعار النفط بعد بلوغها أعلى مستوى منذ أعوام في مارس وتقلبات حادة في السوق.
وتدور محادثات خفض إنتاج النفط حول زيادة محتملة لتخفيضات الإنتاج، فبدلا من تخفيض الإنتاج 500 ألف برميل يوميا، يُخفّض بنسبة مليون برميل يوميا لدعم السوق.
التحالف يرفض زيادة الإنتاج
ويرفض تحالف "أوبك+"، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، زيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط على الرغم من ضغوط كبار المستهلكين، ومن بينهم الولايات المتحدة، لمساعدة الاقتصاد العالمي، ورغم ذلك انخفضت الأسعار بشدة هذا الشهر لمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وارتفاع الدولار بعد أن رفعت الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة.
تترقب أسواق النفط العالمية قرارات التحالف بشأن سياسة الإنتاج المستقبلية، عقب انتهاء الاتفاقية الحالية -الخاصة بالخفض- مع نهاية العام، والعودة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، إلى جانب بدء عقوبات الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسي.
ومؤخرًا زار الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية وكشف وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يضغط على الرياض لزيادة إنتاجها من النفط، مؤكدًا حرص بلاده "على الحفاظ على الاستقرار في الأسواق".
وفي مقابلة أجرتها معه قناة CNN، قال الجبير عند سؤاله عما إذا كان بايدن قد طلب من السعودية زيادة إنتاج النفط على أمل أن يخفض ذلك سعر الوقود في الولايات المتحدة: "ليس بهذا التحديد، لأن السيد الرئيس يعرف أن قضية الطاقة تتعلق بالعرض والطلب. إنها قضية توازن الأسواق. السعودية ملتزمة بضمان الاستقرار في أسواق النفط. حكومة الولايات المتحدة على علم بذلك".
ضغوط أمريكية لزيادة الإنتاج
وقبيل زيارته إلى المنطقة، ذكر بايدن أن السلطات السعودية تعمل مع الإدارة الأمريكية لزيادة إمدادات النفط إلى السوق العالمية وخفض أسعار النفط.
وفي الوقت نفسه، يواجه بايدن انتقادات لاذعة في الداخل من الجمهوريين، وقادة صناعة الطاقة، الذين يتساءلون حول السر وراء رغبة الإدارة الحالية في شراء المزيد من النفط من المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي ترفض فيه تبني المزيد من التنقيب عنه على الأراضي الأمريكية.
ويأتي اجتماع أوبك 5 أكتوبر الجاري بعد أن أظهر مسح لرويترز أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع في الشهر الجاري إلى أعلى مستوياته منذ عام 2020.
وبحسب البيانات فإن إنتاج المجموعة تجاوز الزيادة التي تم التعهد بها خلال الشهر، نتيجة تعافي الإنتاج في ليبيا وتعزيز أعضاء خليجيون الإنتاج بموجب اتفاق مع الحلفاء في أوبك+.
وبموجب المسح، ارتفع إنتاج أوبك بنحو 210 آلاف برميل على أساس شهري إلى 29.81 مليون برميل نفط يوميًا وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020. ووفقًا للبيانات دعمت كل من السعودية ونيجيريا وليبيا زيادة الإنتاج النفطي في الشهر الجاري.
