أبو الغيط: قوى إقليمية غير عربية تمارس أدوارا تخريبية استغلالا للأزمات
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أزمة الغذاء، وما يتعرض له الأمن الغذائي من تهديد، تُمثل أولوية مهمة، وأنه يأمل أن تشهد القمة العربية تدشينًا لاستراتيجية الأمن الغذائي العربي، في وقت تشتد فيه الحاجة لعمل تكاملي وجماعي لمواجهة الفجوة الغذائية الخطيرة التي يُعاني منها العالم العربي، فضلًا عن الأوضاع الاستثنائية والطارئة في بعض الدول العربية، ومنها الصومال على السبيل المثال، والذي يقف نحو نصف سكانه على شفا المجاعة.
وأكد في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة بالعاصمة الجزائرية استعدادا للقمة العربية المرتقبة مطلع نوفمبر المقبل، أن العالم يتجه صوب المزيد من الاستقطاب والتصلب في المواقف والتحالفات، وأن الحرب الدائرة في أوكرانيا تعكس ما يُمكن أن تؤدي إليه صراعات القوى الكبرى من تبعاتٍ بالغة السلبية على كافة الدول، حتى تلك التي لا ناقة لها ولا جمل في الصراع.
وأضاف أبو الغيط، أن المرحلة القادمة تقتضي تنسيقًا مُستمرًا بين الدبلوماسيات العربية من أجل صياغة مواقف جماعية قوية تعكس الإجماع ووحدة الكلمة، وتُعزز المصالح العربية في بيئة عالمية تتسم بالسيولة الشديدة من ناحية، وبالتكتل والاستقطاب من ناحية أخرى.
وأوضح أنه لا زالت الأزمات العربية في عدد من الدول تُمثل جراحًا نازفة تستهلك الموارد والإمكانيات، وتأتي على الحاضر والمستقبل، وتُضعف الأمن الجماعي وتزيد من انكشاف المنطقة.
انخراط المنظومة العربية في معالجة الأزمات
وأكد أن انخراط المنظومة العربية في معالجة الأزمات، على نحو جماعي وفي إطار الجامعة العربية، لا زال أقل من المأمول والمطلوب، وأن العالم، في خضم انشغاله بالأزمات الضاغطة قد ينسى أزماتِنا أو يتناساها، وهو ما يفرض واجب العمل بالجدية الكاملة من أجل إنهاء هذه الأزمات السياسية والأمنية الخطيرة في كل من سوريا واليمن وليبيا.
وأوضح أن هذه الأزمات لم تُثقل كاهل المنطقة بكلفة إنسانية واقتصادية تفوق التصور فحسب، ولكنها وفرت كذلك ثغراتٍ نفذت منها قوى إقليمية غير عربية، لتُمارس أدوارًا تخريبية من أجل الهيمنة على بعض المجتمعات العربية، والاستفادة من واقع الأزمة لتحقيق مصالحها.. وأود التأكيد هنا على أن معالجة هذه الأزمات، والتوصل إلى تسويات سياسية توقف نزيف الدم والحروب في الدول التي تُعاني منها، يظل المفتاح الأهم لإنهاء هذه التدخلات الضارة والمُزعزعة للاستقرار التي تُمارسها الأطراف الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية.