الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الفلانتين عند عشاق أم العواجز.. المصريون عن علاقتهم بـ السيدة زينب: أنتِ الحُب يا ست

احتفالات الليلة الكبيرة
أخبار
احتفالات الليلة الكبيرة بمولد السيدة زينب
الثلاثاء 14/فبراير/2023 - 07:26 م

زحامٌ شديد، المكان ممتلئ بآلاف المريدون، الباعة منتشرون على جانبي الطريق، حلقات ذكر في الممرات الجانبية، مديحٌ ودعاء، بكاء ومناجاة، كلٌ هائمٌ في ملكوته الخاص، هكذا اتجهت الأضواء نحو وسط القاهرة، وبالتحديد منطقة السيدة زينب، حيث هرع المصريون قليلو الحيلة من كل حدب وصوب إلى «أم العواجز»، الطاهرة زينب ابنة الإمام علي ابن أبي طالب، حفيدة الرسول، يشكون ضعف حالهم، يسردون آلامهم، يناجون ربهم متوسلين بـ «أم المكسورين» الذين يحبونها وتحبهم «عشمانين في نظرة ومدد».

 حالة خاصة من الحب يكنها المصريون لـ «رئيسة الديوان» السيدة زينب، الذين يتصادف الاحتفال بالليلة الكبيرة لميلاد السيدة زينب، باحتفالات المصريين بعيد الحب، حيث ترصد السطور التالية، الفلانتين عند عشاق أم العواجز.

صاحبة القول والفضل

السيدة زينب اختارت أرض مصر.. فارتبط بها المصريون جيلا بعد جيل – الشروق أونلاين
مسجد ومقام السيدة زينب

لا يغيب عن محمد عبد الفتاح، صاحب الـ 25 عامًا، شعور اللحظات الأولى التي وقف فيها أمام «رئيسة الديوان» قبل قرابة 5 سنوات، تلك الهيبة العظيمة التي انتابته والتي لا تفارقه حتى الآن ما أن تطأ قدمه باب الروضة، يدخل وهو مكلوم لا يسعه فقط إلا قراءة الفواتح، حيث يعتقد أن الشكوى في حضرتها عيب، بقوله: كيف أشكي لصاحبة البصيرة.. والقول؟.

قبل عامين من الآن، قضى عبد الفتاح فترة خدمته العسكرية، لا ينسى أبدًا فضل السيدة زينب عليه خلال تلك الفترة، كان ينتظر الإجازة وتسارع نبضات قلبه أقدامه، يحكي لها وتستمع إليه، تبادله أطراف الحديث وكأنها تعلم ما تكنه الصدور، حيث يقول: كانت صاحبة فضل، وببركتها بعد ربنا عدت الفترة دي.

انقضت فترة الخدمة العسكرية لـ الشاب العشريني، وظلت ذكراه مع السيدة زينب حاضرة بقوة، وظل الوصل والمدد، حيث لا تفوته الزيارة الأسبوعية كما اعتاد على يقين أنه لن يضام، «برجع من عند حضرتها كأني أتولدت من جديد، لو فيه جبل هموم بينزاح»، ويختتم حديثه عن حبه لها في عيد الحب، قائلا: لولا أن تفضل علينا الله بمحبتهم لهلكنا وبمحبتهم نجونا دنيا وآخرة.

السيدة زينب الأوّلى بالحب والهدايا 

السيدة زينب اختارت أرض مصر.. فارتبط بها المصريون جيلا بعد جيل – الشروق أونلاين
مسجد ومقام السيدة زينب

«دي أمي الحنون»، كانت تلك الجملة هي افتتاحية كلام كريم محمود، صاحب الـ 32عامًا، عن علاقته الخاصة بالـ سيدة زينب، فهي القريبة منه يكلمها وتسمعه، ويسعد بلقائها كما يشعر منها بحفاوة استقبال، كما يقول: «لما بروح أزورها ببقى عارف إنها شايفاني وعارفة اسمي وبتسمعني، كوني واحد من محبيها».

وتصادف مرور عيد الحب بالاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد «أم العواجز» السيدة زينب، كان لهما من البشارات لدى «كريم» ما لها، حيث سيلتقي المحبين الليلة بالمحبوبة، ويستعد لقضاء اليوم في حضرتها: «ملكة القلب ونور العين»، مؤكدا أنها ونيسته الوحيدة.

هذا الارتباط لم يكن وليد صدفة اجتماع الليلة الكبيرة لميلاد «نبع الحنان» مع عيد الحب، ففي عيد الحب من كل عام، يزور «كريم» محبوبته، يقدم لها الهدايا ويرى أنها أحق بالحب.

كاتمة الأسرار 

بالصور.. تعرف على مسجد السيدة زينب بعد مطالبات بضمه لــ"الآثار" - اليوم السابع
مسجد ومقام السيدة زينب

سعيد أحمد، لا يفوت ليلة من ليالي المولد الـ7 للسيدة زينب، فعلى مدار 15 عامًا، كان من أوائل الحضور للمولد في كل ليلة، يحرص على القيام بطقوسه المعتادة لزيارتها، «قراءة الفواتح، الصلاة، والمشاركة في حلقات الذكر»، فهي تحظى بحب خاص لدى صاحب الـ الأربعون عامًا، وهو ما حرص على نقله لنجليه «جنى ومحمد»، بعد الزواج والإنجاب.

علاقة «سعيد» القوية بـ «أم المكسورين» كما يطلق عليها، كانت بدايتها قبل زواجه، مع مروره بضائقة كبيرة، ودمارٌ حل بحياته، يحكي عن تلك الأوقات العصيبة التي مر بها: «كنت بفكر في الانتحار كتير، وكنت جايب أخري فعلًا»، وبفضل صديق شقيقه الذي اصطحبه لحضرة في رحاب السيدة زينب عدل عن قرار الانتحار: «حسيت براحة نفسية غريبة لما قالي كلم حضرتها، حكتلها اللي معرفتش أحكيه لحد وسمعتني، وحبي لحضرتها رجعني للحياة، فهي صاحبة فضل وكاتمة سر».

باب الوصول

السيدة زينب اختارت أرض مصر.. فارتبط بها المصريون جيلا بعد جيل – الشروق أونلاين
مسجد ومقام السيدة زينب

منذ نعومة أظافرها اعتادت نور صلاح، الذهاب رفقة جدها إلى مقام السيدة، توارثت منه طقوس الزيارة، وآداب دخول الروضة، وكبرت الطفلة وهي تحافظ على الزيارة الدورية، حتى فقدت جدها التي جمعتهما علاقة وثيقة، مرت بحالة نفسية سيئة، ذهبت تبكيه في حضرة محبوبته، حيث تصف تلك اللحظات: «هي أكتر واحدة حست وقتها باللي فيا واحتوتني».

وتسرد الفتاة العشرينية قصة حبها للسيدة زينب وهي تردد الصلاة على جدها المصطفى، وتراها نبع الحنان ودائمًا ما تسبق اسمها لفظ «ماما»: «عمري ما روحت لماما زينب، إلا ورجعت مجبورة الخاطر، بروح وأنا تايهة وبـ أرمي على عتبتها هموم الدنيا»، تلزم «نور» الباب طمعًا في الوصول إلى حضرة جدها سيدنا محمد، فحبها من حبه.

تابع مواقعنا