رئيس البنك الدولي: البلدان النامية تكبدت أشد الأضرار نتيجة الأزمات العالمية المتتالية
قال ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي، إن هناك الكثير من التحديات التي تواجه التجارة العالمية لافتا إلى أن العالم شهد في الأعوام القليلة الماضية سلسلة غير مسبوقة من الأزمات كما واجهت مجموعة البنك الدولي هذه الأزمات بتركيزٍ واضح.
وأضاف رئيس البنك الدولي: في خطبٍ سابقة لي، تحدثتُ عن استجابات مجموعة البنك الدولي للانتكاسات المدمرة في مجال التنمية، بما في ذلك ازدياد معدلات الفقر، وتراجع معدلات توصيل الكهرباء وتوفير إمدادات الماء النظيف، والنكسات الحادة في مهارات التعليم الأساسي بسبب إغلاقات المدارس.
وأكمل رئيس البنك الدولي في كلمة له على موقع مجموعة البنك الدولي: لقد أزهقت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) ملايين الأرواح، وتسبَّبت في تسريحات واسعة للعمال، واضطراب سلاسل الإمداد وأدَّت إلى ضياع أكثر من سنة دراسية كاملة لمليار طفل في أنحاء العالم، الأمر الذي يُؤكِّد الحاجة الملحة إلى تعافٍ قوي في التعليم.
وأشار رئيس البنك الدولي إلى أن الجائحة أدت أيضًا إلى إطلاق استجابات استثنائية على صعيد السياسات، ولا تزال تبعاتها على الاقتصاد الكلي ملموسة، حيث زادت معدلات التضخم مع اتخاذ الحكومات تدابير دعم واسعة على مستوى سياسات المالية العامة والسياسات النقدية لمكافحة الجائحة لا سيما في الاقتصادات المتقدمة وأفضت الحرب في أوكرانيا إلى نقص شديد في إمدادات الوقود والغذاء والأسمدة كما خلَّفت الكوارث الطبيعية أضرارًا شديدة أيضًا- من الزلازل في تركيا وسوريا إلى الفيضانات في أنحاء جنوب آسيا وأحوال الجفاف المأساوية في شرق إفريقيا.
ارتفاع معدل الفقر المدقع
وأشار رئيس البنك الدولي إلى أن البلدان النامية تكبدت أشد الأضرار تحت وطأة هذه الأزمات إذ أدَّت الجائحة إلى ارتفاع معدل الفقر المدقع على الصعيد العالمي من 8.4% إلى 9.3%، وهي أول زيادة مُسجَّلة منذ بدأنا حساب المعدل. ولا تزال الأعداد الحقيقية للوفيات غير معروفة في كثير من بقاع العالم.
احتمال وقوع أزمات داخلية كبيرة للبلدان النامية
وواصل حديثه قائلا: يواجه عدد متزايد من البلدان النامية الآن احتمال وقوع أزمات داخلية كبيرة، مع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي، وازدياد معدلات الفقر والجوع، ووصول الدين العام إلى مستويات لا يمكن الاستمرار في تحملها في ظل أسعار فائدة متزايدة، وآليات غير ناجعة للخروج من حالة المديونية الخارجية الحرجة، ونقص معدلات الاستثمار، وتزايد أعداد السكان.