باحثة بالأزهر: زكاة الفطر طهرة للصائم وطعمة للمساكين.. وعلى النساء الإكثار من الصدقات
عقد الجامع الأزهر اليوم الخميس، ملتقى رمضانيات نسائية، برواق الفشنية، تحت عنوان: الجوانب الفقهية والروحية لزكاة الفطر، وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ومتابعة الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وحاضر في ملتقى اليوم الخميس، د. دينا السيد السمان، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ود. شيماء محمود عدلي، الواعظة بمنطقة وعظ الشرقية، وأدارت الندوة د. هبة النجار، الباحثة بالجامع الأزهر.
دينا السمان: الإسلام دعا إلى البذل والعطاء في سبيل الله
وأكدت الدكتورة دينا السمان، أن الإسلام دعا إلى البذل والعطاء في سبيل الله، وأن الزكاة جاءت مقرونة بالصلاة في معظم آيات القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، وقوله تعالى {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
وأوضحت د.السمان، أن الزكاة فريضة اجتماعية سامية تُشعر المسلم بسمو أهداف الإسلام وغاياته النبيلة مثل العطف والتعاون والحث على الإنفاق، فالمال مال الله والإنسان مستخلف فيه، قال سبحانه تَعَالَى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.
وأضافت أنه من الآثار الاجتماعية لزكاة الفطر التي يعود بعضها على المزكي، أن زكاة الفطر تعمل عمل السنن الراتبة مع الصلوات المفروضة، فهي تجبر ما قد يحدث في الصيام من غفلة وما اعتراه من شائبة.
ولفتت إلى أن الزكاة أثرها على المجتمع عظيم، فلا شك أن إدخال السرور على المساكين في يوم العيد أمر عظيم له أثر بالغ في النفوس المؤمنة، ودور بارز في إسعاد المجتمعات، ويعمل على زوال الحقد من قلوب الفقراء على الأغنياء، فيتماسك المجتمع وتعم الفرحة والسرور ويصبح العيد عيدًا على الجميع.
ونوهت بأن الزكاة تثبت أواصر المودة بين الغني والفقير، لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، وتطهير النفوس من الشح والبخل، وعن شروط وآداب الزكاة ذكرت معاليها بعضًا منها وهي: أن تكون خالصة لوجه الله الكريم لا يشوبها رياء أو سمعة، وأن تكون من أفضل مال العبد أو من أفضل ما يحبه حتى تكون كاملة وخالصة لله تعالى،وأن يعطيها بوجه بشوش وابتسامة وإرضاء للمتصدق عليه.
شيماء عدلي: زكاة الفطر تحقق غاية اجتماعية مهمة وتدخل السرور والسعادة على النفوس في يوم العيد
من جانبها ذكرت د. شيماء محمود، أن هناك حكمة مقاصدية من تشريع زكاة الفطر وهي أن الله سبحانه وتعالى هو العالم بخلقه، اللطيف الخبير ويعلم طبيعتهم البشرية، ومن رحمته أن جبر لهم أي تقصير في الصيام بزكاة الفطر، لافتة أن الزكاة تجب على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى صغيرًا أو كبيرًا، وكل من يملك قوت يومه حتى تتحقق غاية اجتماعية هامة، هو التكافل بين جميع أفراد المجتمع وإدخال السرور والسعادة على النفوس في يوم العيد، ففي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم"، حتى الطفل الصغير يجب إخراج زكاة الفطر له حتى يشعر الأبوين بمسؤوليتهما اتجاه أولادهما ومدي أهمية هذا الفرد في المجتمع.
من جهتها، نوهت د. هبة النجار الباحثة بالجامع الأزهر، أن زكاة الفطر هي زكاة الأبدان وطهرة للصائم وطعمة للمساكين، وأن الواجب على النساء أن يكثرن من الصدقات وأعمال الخير، وأن توجه كل أم أسرتها إلى البذل والعطاء، وتعلم أولادها آداب إخراج الزكاة والصدقات ومكارم الأخلاق في هذا الباب الواسع من الخير، فلنا القدوة الحسنة بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.