المفتي: المنهجية العلمية في الأزهر متوازنة بين العقل والنقل
قال الدكتور شوقي علَّام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: لقد تظاهرت الآيات والأخبار وتواترت الدلائل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم والحث على تحصيله والاجتهاد في اقتباسه وتعليمه؛ قال جلَّ شَأْنه: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، وقال عز وجل: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5].
المفتي: المسلمون اهتموا عبر تاريخهم بالعلم والعلماء والكِتَاب والمؤسسات التعليمية
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج كل يوم فتوى مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن المسلمين اهتموا عبر تاريخهم بالعلم والعلماء والكِتَاب والمؤسسات التعليمية، وكان لهم السبق في ميادين علمية كثيرة أنتجتها الحضارة الإسلامية، أفادت بها البشرية جمعاء، دون تفرقة بين المسلم وغيره.
وشدد المفتي على أننا لا نقصد بالعلم مجرد المعارف المنظومة تحت سلكٍ منهجي محدد؛ بل نقصد به تلك الصفة الجامعة بين تلك المعارف مع المهارات اللازمة لتطبيقها؛ فدون هذه المهارات لا سبيل إلى تفعيل تلك المعارف.
المفتي: بدون العلم لا يكون الإنسان مؤهلًا لمهمة الاستخلاف في الأرض
وتابع المفتي: ومن دون العلم لا يكون الإنسان مؤهلًا لمهمة الاستخلاف في الأرض، وبغيره لا تتحقق مصالحه.
كما تطرَّق المفتي إلى الحديث عن تعظيم قدر العلماء وتوقيرهم، موضحًا أن الشرع الكريم حضَّ على توقير أهل العلم؛ إذ بالعلماء يظهر العلم، ويُرفع الجهل، وتُزال الشبهة، وتُصان الشريعة.
المفتي: لا توجد ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية
وأشار إلى أن الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم؛ فالعلم هو الضامن الحقيقي لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذي تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته؛ ومن ثم لا توجد ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية.
وأكَّد المفتي أن هناك توأمة بين العلم والدين، فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة تحدثنا وتحثنا على إعمال العقل والتدبر والتفكر والبحث، فطلب العلم بكافة تخصصاته من ضمن التكليفات الشرعية، بل يُعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف، ومن هذا الاتجاه انطلقت المنهجية العلمية في الأزهر الشريف وهي منهجية متوازنة بين العقل والنقل؛ إيمانًا منها بتغير الفتوى بتغير المكان والزمان والأشخاص والأحوال.