بطلة تحت الوصاية الواقعية │ تستيقظ فجرًا للصيد وتظل أيامًا بالمياه.. البحارة منى: ورثت المركب عن أمي والبحر مأمني الوحيد
المركب هي مسكنها الوحيد، والمسكن هنا لا يعني البيت فحسب، بل كل ما تتعلق به روحها -حسبما وصفت- حيث ولدت منى في المركب، وعاشت بها وتزوجت وأنجبت، وأصبح ابنها ذراعها الأيمن في المركب، حتى أنها صارت جدة وهي لا تزال داخل المركب، لذلك قال عنها الناس: زي السمك لو خرجت من البحر تموت.
الصيادة منى
الصيادة منى البالغة من العمر 56 عاما، وهي أم لـ 4 أبناء، قررت أن تروي رحلتها مع مركبها وصيد السمك لـ القاهرة 24، وهي جالسة على البحر، لم يحالفها الحظ لتصطاد اليوم، لكن البحر بالنسبة إليها هو صندوق أسرارها، والمأمن الذي ترتمي في أحضانه ليغسل أوجاعها ويزيح همومها، فكانت تتحدث عنه وكأنه شخص عاقل بلحم ودم قريب إليها.
تربت منى على حب المركب والصيد من والدتها، التي ترملت وهي لا زالت في شبابها، وكانت معها ثلاثة أولاد منهم منى، ومركب صغيرة، فكانت تسرح بها في البحر وتصطاد السمك حتى ورثت ابنتها نفس المهنة، وكذلك حب البحر.
البحر أرزاق يوم حلو ويوم وحش.. بهذه العبارة وصفت منى رحلتها مع صيد السمك، فليس كل الأيام مثل بعضها خاصة في مهنة الصيد، ورغم ذلك، ترك ابنها التعليم لمساعدتها ولحب البحر، قائلة: ابني هوى البحر وساب المدرسة عشانه.
صلاة الفجر هي بداية يوم الصيد عند منى، فمن بعده تأخذ مركبها وتنزل البحر، وأوقات تضطر للمكوث فيها لأيام متتالية، حسب ظهور السمك واصطياده، فهو ليس له وقت معين كي يظهر ويتم اصطياده بشبكة ومركب صغير، متابعة: الشغلانة دي عاوزة صبر، والبحر أيام أيام مش بيدي على طول.
تقول منى إنها رغم حبها للبحر وصيد السمك وتوزيعه على الزبائن، أكثر المصاعب التي تواجهها الآن هي غلاء الأسعار، حيث زاد سعر الشبك أضعاف ما كانت تشتريه في السابق وتصطاد به.
وعن مسلسل تحت الوصاية، والذي تجسد فيه الفنانة منى زكي شخصية صيادة، عبرت الصيادة منى عن رأيها وقالت: المسلسل جميل لكن مهما تم تجسيد الشخصية مش هتقدر تجيبها هي نفسها، اللي عايشة في المركب بيورد عليها أحداث ياما، وممكن توصل إن أنا أنزل أعوم في البحر عشان أصطاد، لأن المركب دي فاتحة حوالي 4 بيوت، ودي قصتي أنا.
