علي جمعة: الاغتصاب الزوجي جريمة تستوجب العقاب الذي يصل للإعدام
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، إن مصطلح الاغتصاب الزوجي عند ظهوره أثار لغطا كبيرا، مضيفا: أول ما ظهر كان في فرنسا.
علي جمعة: الاغتصاب الزوجي أمر سلبي ومرفوض
وأضاف جمعة، خلال برنامج من مصر المذاع على فضائية سي بي سي: ما يسمى بالاغتصاب الزوجي أمر سلبي ومرفوض على كل الأمور وشيء لا يتمناه المرء ولا يسعى إليه، متابعا: العلاقة الزوجية ليست شركة تجارية.
وأوضح: إنما هي حياة ينبغي أن تقوم على أسس أولها المودة والرحمة، وهذه المودة والرحمة لو ذهبت سيذهب معها الأدب واللياقة والحب الذي هو وليد الرحمة، كما سيذهب معها معاني كثيرة وتصبح الحياة بدلا من أن تكون مستقرة، ستصبح حياة غيرة مستقرة ونكد وكدر.
وتابع قائلا: الله تعالى أباح الزواج وجعل هذا النظام بين الذكر والأنثى من أجل إنشاء الأسرة التي غرضها في النهاية هو عمارة الأرض التي تحتاج إلى النسل، مضيفا: الزواج صنع لضبط هذه العلاقة ولم يقف عند هذا الحد، بل حرم الزنا وحرم العلاقة الزوجية خارج نطاق الزواج، فالأمر أدخلنا في كبيرة من الكبائر ترتكب.
وواصل علي جمعة: الله يقول أفضى بعضكم إلى بعض، يعني ترك لنا مساحة في العلاقة هذه، إن الإنسان يخرج ما لا يستطيع أن يخرجه في نفسه وفي المجالس العامة ولا في العلاقات الطويلة كما في العلاقات بين الرجل وأمه أو أبيه أو أخيه، وكذلك بالنسبة للمرأة.
وأردف: هذه العلاقة عند دراستها بعمق وعدم تدخلنا فيها تجدها علاقة غريبة، ووجدنا أن هناك من يحب في هذه العلاقة العنف أو من يحب أن يقع عليه العنف، أو من يحب أوضاع معينة في هذه العلاقة، ومن ثم هو عالم آخر من وراء الأبواب ولذلك لا نكثر الكلام عليه ما دام مفيش مشكلة خرجت برا الباب.
علي جمعة: الاغتصاب الزوجي جريمة تستوجب العقاب
وخلال الحلقة، قال على جمعة: الاغتصاب الزوجي جريمة تستوجب العقاب وقد يصل العقاب فيها للإعدام، مضيفا أن الله قال: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ، فـ “أَنَّىٰ شِئْتُمْ”، تنفع للزمان والكيفيات والحال، واليهود كان عندهم تقييد في العلاقة وهذا الأمر لم يكن في كتاب ولكن من عند أنفسهم، فالله أنزل هذه الآية ليعلم المؤمنين أنها علاقة الود والرحمة، رتبوها بما يسعد الطرفين، لكن الغريب "وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ" يبقى الاغتصاب الزوجي ممنوع.
واختتم: والديلمي أخرج حديثا في هذا الشأن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقعنَّ أحدُكُم علَى امرأتِهِ كما تقعُ البَهيمةُ وليكُن بينَهما رسولٌ، قيلَ وما الرسولُ قال القُبلَةُ والكلامُ، مضيفا: وقدموا لأنفسكم حطمت قضية الاغتصاب الزوجي وخليتها غير واردة، والإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، قال أثناء هذه العلاقة لابد أن يحدث إشباع للطرفين، وقد ألف علماء كثيرة حول العلاقة الزوجية وكيف يجب أن تكون.
