من معنا؟
من ليس معنا فهو ضدنا عبارة أطلقها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إثر إعلانه الحرب على الإرهاب بعد ما هو معروف باسم تفجيرات 11 سبتمبر في مدينة نيويورك من قبل تنظيم القاعدة، الحادث الذي جرح كبرياء كبير القوم أمريكا، على مستوى العالم.
وإن كنت أؤمن اليوم بتلك العبارة أكثر من أي وقت سبق ولكن بمنظور مختلف لما تشهده الساحة الدولية من تغير كبير لم يشهده العالم في آخر 60 سنة من حيث إنشاء تحالفات جديدة دولية واقتصادية خارج عباءة العم سام ما جعل بعض الدول تغير وجتها تمامًا إلى دول وكيانات عظمى أخرى مثل الصين وروسيا لم تجرأ من قبل في التعامل معها تحت شعار مصلحتي أولا، فضلا عن اعتماد تداول العملة المحلية في العمليات التجارية غير الدولار مثلما حدث مؤخرًا بين دولة الأرجنتين والصين في التخلي عن دفع وارداتها من الصين بالدولار ضمن خطة للحد من استنزاف احتياطاتها من العملات الصعبة.
فالحوار الوطني أعطى فرصة لجميع الأحزاب السياسية لتعبر عن نفسها وتعرض برامجها ورؤيتها من خلال جلسات الحوار، للوصول إلى نتائج ترضي طموح المواطن البسيط الذي تأثر بشكل سلبي خلال الأزمات الاقتصادية السابقة ولكن وجب طرح جميع الحلول على طاولة الحوار حتى وإن كانت قد تبدو مختلفة عن ركب السياسات المتبعة ولكنها مرحب بها ومرحب أيضًا بما تؤول إليه نتائج الحوار الوطني سواء من إعادة أولويات الصرف والمدفوعات أو تغيير إجراءات وآليات الاستثمار على أن يكون الجميع على قلب رجل واحد خلال تلك الفترة الحساسة المقبلة تحت راية المصلحة العامة وليس مثل القصة الشهيرة لشخص في مركب يدّعي التجديف مع الآخرين ولكن في حقيقة الأمر يقوم بحفر ثقوب في المركب لأن تلك الفترة سوف توضح من معنا ومن يدعي التجديف.
بينما نروي قصة رجل المركب فهي ليست خيالية إنما نجدها في الواقع في بعض الأماكن من خلال هؤلاء الذين يجسدون شخصية محفوظ عجب من مدعي الشرف والتجديف مع المجموعة، ولكن في حقيقة الأمر يحفرون الثقوب في المركب لخدمة مصلحتهم الشخصية فقط، وختامًا لا مكان لمن يجدّف عكس التيار وبأسلوب متدنٍّ، فلا يمكن أن يحقق النجاح إطلاقًا وتبقى وتظل مصر فوق كل حاقد ومتآمر.