عمر زهران: خالد يوسف خلق وعيا للجمهور في سره الباتع.. وصورت جثمان السندريلا قبل غُسلها |حوار
عمر زهران مخرج وإعلامي وفنان من طراز خاص، ذو ذكاء فني وحنكة جعلت له طابعا خاصا، صاحب موهبة كبيرة سواء في إدارة الحوارات، أو في تجسيد الشخصيات الفنية، أو في البرامج التي شارك في إخراجها، في كل عمل يشارك فيه يستطيع أن يثبت موهبته وفطانته، أهداه الزعيم عادل إمام باقة من الورد؛ لإعجابه بشخصيته، كما أنه كان محظوظًا بصداقته لأكبر وألمع النجوم في الوسط الفني، أبرزهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والسندريلا سعاد حسني، وعمر الشريف وغيرهم.
القاهرة 24 حرص على تكريم المخرج عمر زهران، صاحب الموهبة الكبيرة، الذي استطاع أن يثبت موهبته في التمثيل مؤخرًا، بجانب موهبته في العمل الإعلامي، وخلال ندوته كشف العديد من الأسرار والكواليس التي يتحدث عنها للمرة الأولى.. وإلى نص الحوار:
ـ في البداية كيف استعددت لتقديم مشاهدك في مسلسل الكتيبة 101؟
ذهلت من فكرة أن عندي مشهدين عملوا تريند في الكتيبة 101، وفوجئت بسيل من المكالمات بعد عرض الحلقة، وأعتقد أن سر النجاح هو وجود مخرج واعٍ قادر على دعمك ومناقشتك في الحوارات.
ومشهد الخطبة كنت داخل أعمله وأنا مؤمن بدوري جدًا، وسعيد بدوري في المسلسل لإني قدمت شخصية قائد عسكري في الجيش المصري، وكنت بقدم الشخصية وأنا مصدقها، أنا من دراويش الجيش المصري، وحتى الآن ما زلت محتفظ ببدلتي العسكرية حاطتها في بيتي، ومهنش عليا أبدًا أسيبها، وكنت مبسوط بتجربتي في الجيش، رغم إن خدمتي جت في البحر الأحمر في عمق الجبل، كنت تابع لـ سلاح الدفاع الجوي وقضيت سنة ونص خدمة.
واعتذرت عن أكثر من عمل في الموسم الرمضاني الماضي، من أجل المشاركة في مسلسل الكتيبة 101.. قُلت: لو عملت مشهد واحد فيه فدا شرف كبير ليا.
ـ ما كواليس مشاركتك في مسلسل سره الباتع؟
سره الباتع خلق حالة جدل، ووعيا كبيرا؛ لأن هناك أجيالا لا تعلم بـ الحملة الفرنسية، خالد يوسف ابتكر ربطا ما بين العدو القديم والجديد بأن الاثنين واحد، الأعمال التاريخية مكلفة جدًا، والدولة مطالبة بمساندة المنتجين لتشجيعهم على إنتاج هذه الأعمال لأنها مكلفة، ولا بد أن تشجع المنتجين من خلال منحهم أماكن تصوير مجانية، أو وجود معدات إلى حد كبير مجانية.
ـ لماذا فضلت الدور الأصغر في سره الباتع رغم أن خالد يوسف رشحك لدور أكبر من حيث المساحة؟
خالد يوسف عرض عليّ دور قائد فرنسي، لكن رفضت لإنه بيتقال الأدوار بتجيلي عشان شكلي، وفي الحقيقة عندما قرأت الورق، لفت نظري القائد المملوكي، لأنه شخص مغرور وذو سلطة وجبار مع المصريين، فكان يجمع الجنود بلا رحمة، هذا بجانب إعجابي بفكرة أنه يُهزم ويعود مرة أخرى لمستني أكثر واستفزتني لتقديم الدور، ودائمًا أرى أن الأدوار الشريرة فيها مجازفة وتحدٍ.
ـ خبر وفاة مصطفى درويش وقع على محبيه كالصاعقة.. فحدثنا عن الراحل خاصة أنكما قدمتا أكثر من عمل معًا؟
اندهشت من نفسي في مدى الوجع الذي تعرضت له بعد علمي بوفاة مصطفى، موته في وقت كان نجمه طالع، إدى للناس درس قاسي وموجع، وفاته كانت جرس إنذار لكل واحد مننا، كأنه بيقول “خلي بالك وأنت بتحلم بالصعود قد ينتهي كل شيء في لحظة”، مصطفى كان شخص صريح جدًا وواضح، اندهشت بأدائه في سره الباتع لأنه كان ممتلئ حيوية وشباب.
ـ عمر زهران قدم أقوى الحلقات التليفزيونية مع كبار النجوم.. فما رأيك في ما يُقدم حاليًا على الساحة وما نصيحتك للإعلاميين؟
إحنا كإعلاميين مقصرين للغاية في فكرة إننا ننقل للناس إيه هو الإرهاب، حولناه لشيء تقليدي، من خلال نشرنا كل يوم لأخبار الجيش يشتبك وفي عمليات فدائية بتحصل، بس ولا حد فينا أدرك إن الإرهاب ليسوا أشخاصًا بـ لحية أو جلباب؟!، هناك فيه دول بتقف بمنتهى الوضوح وراء الإرهاب، هدفهم يستنزفوا طاقة الجيش المصري، إحنا كنا بنبهر العالم كله بجيشنا المقاتل، كنا بنعمل عمليات انتحارية، وكان فيه أسحلة مع الإرهابين أحدث بكتير من أسحلة الجيش، معناه إن فيه تمويل، وهناك مكالمات رُصدت لإرهابين مصريين وجنسيات أخرى، كل دا ولا رصاصة واحدة أطلقت على عسكري إسرائيلي.
ـ أهم حوار لـ نور الشريف كان معك.. فكيف كانت كواليس هذا اللقاء؟
تورطت في إجرائي حوارا مع نور الشريف، وبعده فاتن حمامة وعادل إمام وحمدي قنديل كلموني وأبدوا إعجابهم بالحوار، الزعيم قالي: “أعظم حاجة سعدت بيها أول مرة أشوف مذيع بيسمع مش بيتكلم”، حمدي قنديل قالي: “دي أكبر مفاجأة حصلت لي”، والمدهش في الحوار إن كان هيقدمه مجموهة من النجوم منهم سمية الخشاب، إيمان البحر درويش، صابرين، وقلت لهم هكون معاكم، وأقنعت نور الشريف.
ـ فوجئنا بوجود مقتنيات نور الشريف تُباع على أرصفة الشوارع.. فما رأيك في هذا الأمر؟
مع احترامي.. لكن بيت أم كلثوم اتهدم عشان يتعمل فندق، فيلاتها اتباعت برقم تافه، النهاردة كان ممكن بيتها يبقى مصدر دخل قومي لوزارات كبيرة، كان زمان العالم العربي كله زارنا بسبب كوكب الشرق.
ـ تحقيقك ومتابعتك لـ قضية سعاد حسني تعتبر أرشيفا.. فكيف كانت رحلتك في تحقيق مقتل السندريلا؟
كنت أول واحد وصل لندن فور وفاة سعاد حسني، وصلت والسندريلا لسه هتدخل الغُسل، أنا الوحيد اللي صورت جثمان سعاد حسني، وبعد الغسل بدأت رحلة تحقيق بوليسي أكثر من إنه تليفزيوني، ورحت للدكتور عصام عبد الصمد من أقرب الناس لها، وعرفت منه كل تفاصيل السندريلا وحياتها.
سعاد حسني مرت بأكثر من مرحلة في باريس، وبدأت تحاول تشوف علاج زيادة وزنها، وعمودها الفقري، في البداية كانت الدولة تساعدها لحد كبير لكن بعد ذلك توقف الدعم، والغريب أن السندريلا كان عندها عِند رهيب إن حد يساعدها، وفيه أمير عربي عرض عليها تحمل كل نفقات علاجها بالكامل، لكنها رفضت بشكل قاطع.
عمر زهران يكشف أسرارًا عن السندريلا سعاد حسني
وطبيب آخر عرض عليها الإقامة في غرفة بالطابق الأعلى بمنزله فقبلت، وكان الطبيب كل يوم يعزم أشخاصًا ويبلغها بأنهم يريدون التعرف عليها، لتقابلهم السندريلا وتقضي وقت العشاء معهم، ولكن هناك طبيب أرسل رسالة لرئيس الوزراء قال فيها إن السندريلا تستخدم أموال الدولة لإجراء تجميل، وأنها ليست مريضة، هذا بجانب مقال كتبته صحفية قضت فيه تمامًا على سعاد حسني، قالت إن سعاد تتسول في شوارع لندن، وتشرب الشربة بالطبق، وتدّعي المرض والدولة لا بد أن تتوقف عن دعمها، وبعدها خرجت سعاد حسني وسكنت في أماكن بـ 3 دولارات في اليوم، تبيت فيها الليل وتتركها في اليوم التالي.
في يوم ما علمت سيدة مصرية توجد في لندن بما تمر به السندريلا، فذهبت لها وعرضت عليها الإقامة في الفندق الذي يمتلكه زوجها، هذا بجانب أن يكون هناك جناح كامل يحمل اسم سعاد حسني، وأن تلك الإقامة ستكون مجانية بالكامل فوافقت السندريلا.
وفي إحدى الليالي رأت سعاد حسني حسن يوسف، الذي أتى للفندق نفسه بصحبة نجله الصغير، وعندما ذهبت لتسلم عليه لم يتعرف عليها صديق عمرها لتغير ملامحها، وهو ما أصاب السندريلا بصدمة، قالت له: حسن أنت مش عارفني.. فقالها معلش مش واخد بالي من حضرتك أنتِ من مصر؟!.
وعندما أخبره نجله بأن هذه السيدة هي سعاد حسني انهار حسن من البكاء، واحتضنها وبكى كل منهما بحرارة شديدة في مشهد مؤثر تقشعر له الأبدان، وبعد هذا الموقف اختفت السندريلا تمامًا، وتركت الفندق وقررت الابتعاد عن كل من يعرفها، وهناك فنانون كثر كان كل حلمهم مقابلة السندريلا أو العشاء معها لكنها كانت تتهرب منهم، وسعاد ذهبت للإذاعة البريطانية لتسجل أشعار صلاح جاهين، حتى تحصل من خلالها على أموال لكن “متبسطتش من صوتها" فقررت عدم تقديمها.
أثناء تحقيقي في واقعة قتل السندريلا قابلت أحد جيرانها، قالولي إنهم سمعوا صوت مشاجرة في شقة سعاد قبل ما الست تقع، وأعتقد أن سر سعاد حسني تملكه نادية يسري، ورأيت جوابًا من سعاد حسني للسفير المصري لرئاسة الوزراء وقتها تناشدهم فيه بالاستمرار في دعمها.
ـ رأيناك تُطالب بتدريس فيديوهات الإرهابين لطلبة المدارس.. فما الجديد في هذه المبادرة؟
بالفعل، طالبت بتدريس فيديوهات الإرهاب للأبناء في ابتدائي وإعدادي وثانوي، لإن لازم الجيل الجديد اللي هنسلمه البلد يكون فاهم إيه هو الإرهاب، محدش فاهمه وإحنا كإعلامين مقصرين في حقهم جدًا، مش قادرين نوصل المعلومة للجيل الجديد، المسلسلات تتعمل كليبات صغيرة، كنوع من التربية القومية وتتحول لحصص مشاهدة، سمعوا الطلبة المكالمات اللي كانت بتحصل، لازم نلحق الأطفال الصغيرين، خلوهم يعرفوا مين المنسي والظابط نور، ويتعملهم كارتون يعرفهم مين دول، دي التربية القومية، صراحةً وبمنتهى الوضوح مصر مستهدفة واللعب بقى على المكشوف.
ـ ما رأيك في مطربي المهرجانات الشعبية وفكرة سيطرتهم على الساحة الفنية؟
في يوم من الأيام، كانت أم كلثوم الكعبة لـ مصر، التي يحج لها العالم، معقول كل يوم أشوف خبر لـ مطربي المهرجانات وجواز وطلاق؟!، أحمد سعد قضى عليهم بالضربة القاضية، لأنه أصبح مطربا عالميا والدول العربية بكل أجيالها عندهم جنون به.
ـ حدثنا عن صداقتك بـ الراحلة سهير البابلي؟
كانت من أمتع وأجمل الأشياء التي أهدتها لي الحياة، شخصية لن تتكرر على الإطلاق، لما بشوف صورها بتأمل مواقفي معها، ربنا فاض عليها بخفة ظل غير طبيعية، عندها روح سخرية عجيبة ووعي سياسي، كانت ناقدة لاذعة، ومرعوبة على تاريخها، لكن كان لديها وعي بتاريخها وجماهريتها، تلقت عروضا من بعض القنوات الإخوانية، وبحسها ووعيها رفضت، كانت بتقول أنا مش داعية، ولا أحب أحصر نفسي في هذه المنطقة، كانت بتحكي عن شادية وبتقول إن كلنا كنا في رحاب شادية، وقالت لي أنا شُفت الجمهور بيحمل عربية شادية في الكويت.
ـ دعنا نأخذك في جولة لـ أبرز اللقاءات التي قدمتها مع ألمع النجوم:
*كيف بدأت علاقتك بهم وكيف استطعت تقوية هذه العلاقات؟
كنت أعشق أن أجالس الكِبار، وكانت هناك علاقة طيبة بيني وبين فاتن حمامة، قدمت لها مسلسلا تلفزيونيا، كنت بقعد معاها أسمع تاريخ مصر بمنظور مختلف تمامًا، وكنت على علاقة بـ ليلى فوزي وعمر الشريف ومفيد فوزي، ووردة وصباح وغيرهم.
*حدثنا عن علاقتك بـ سمير صبري وكيف رأيت التنقيب عن أسرار حياته الشخصية بعد وفاته؟
حياة سمير صبري كانت واخدة برهة من حواراته، حياته كلها كان عايشها للفن ومع النجوم، كان أرشيف فني يسير على الأرض، لكن حياته الشخصية ليس لها قيمة عنده، كان بيصحى في الفن ومع النجوم، مكنش عنده حياة شخصية، كان عنده جدول مواعيد مع نجوم مصر يوميًا، والتنقيب عن حياته الشخصية أمر غريب، لأنه نفسه لم يتحدث عنها.
*منذ أيام كنا نحتفل بعيد ميلاد عادل إمام.. فحدثنا عن علاقتك بالزعيم؟
عادل إمام أهداني أعظم انتصار في حياتي، عندما خصني بالظهور في قناة نايل سينما حينما كانت وليدة وليس لها ظهور، قلت له: “أنت لا تطل على جمهورك إلا من خلال قنوات المليارات والدولارات، لكن ألا يحق لجمهورك العريض وشعبك أن يطل الزعيم من منبر فقير؟”، قالي عايز إيه يا عمر؟، قلت له عايز أحتفل بعيد ميلادك عندي، وبالفعل بدأت التجهيزات لاستقابله بشكل أسطوري، ولكن هناك شركة علمت بما أحضر له، فحاول أخذ الفكرة لكن الزعيم ساندني، وفضل أن يطل على جمهوره بقناة مصرية خالصة ورفض الملايين، وقالي هات مذيعاتك وتعالي أعمل الحوار، وبعدها أرسل لي بوكيه ورد فخم، كُتب عليه: أسعدتني كما لم أسعد من قبل، قعدت أنا وأولادي وزوجتي نتابع الحلقة لإنك عملت لي احتفالية عظيمة.
ـ في النهاية ما الجديد في فكرة تقديم برنامج وثائقي عن سيرة ومشوار نبيلة عبيد؟
بالفعل شغالين على المشروع، هيكون عبارة عن برنامج تليفزيوني يحكي مشوارها، وظروف كل عمل قدمته، والنجوم الذين وقفوا عائقًا أمامها، نبيلة تحكي قصة حياتها بصوتها في حلقات مسجلة بالبرنامج، وحتى الآن لم نحسم عدد الحلقات، ولم نستقر على عرضه على قناة بعينها.