هل يصاب الإنسان بالحسد من الجن؟.. عالم أزهري يحسم الجدل
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بـ الأزهر، إن عالم الجن كعالمنا منهم المؤمن ومنهم الكافر لقوله تعالى: "وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا"، أي أن فيهم الصالح والطالح.
وأضاف العالم الأزهري لـ القاهرة 24: بالنسبة للجن المسلم قال الله تعالى: "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا"، حيث قال تعالى قبل ذلك: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ".
الجن لا يحسد بني آدم
وأوضح العالم الأزهري: الحسد معناه تمني زوال نعمة الغير والجن عالم غير عالمنا، فالجن لا علاقة له بالإنسان إلا إذا أساء الإنسان للجن؛ بمعنى دخل الحمام ولم يستعذ بالله من الشيطان الرجيم، أو أبقى مياه ساخنة في الحمام، أو ترك الأطفال يلعبون في الظلمة بعد المغرب في هذا الوقت الذي نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام، حيث إن الجان يخرجون لأعمالهم.
واستكمل العالم الأزهري: وفي هذه الحالة قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ، أما الحسد فيكون من بني الإنسان لبني الإنسان؛ وكان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام جماعة أو قبيلة يُقال لها بني أسد؛ حيث إن الرجل منهم كان يجوع ثلاثة أيام وما مر بزرع إلا هلك، أو بضرع إلا جف، أو برجل إلا مات، فجاء ثلاثة رجال من بني أسد ومروا على النبي، وقالوا له: إن هذا الرجل لم نرى قط مثله فالله سبحانه وتعالى حفظه، حيث قال تعالى: وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ".
واختتم العالم الأزهري: الحسد هو تمني زوال نعمة الغير، والجان لا يتمنى زوال نعمة الإنس؛ لأنه من طبيعة غير طبيعتنا.