كواليس براءة سيدة فاقوس بالشرقية
أسدلت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية الستار على قضية سيدة فاقوس المتهمة بإنهاء حياة ابنها وأكل أجزاء من الجثة بعد طهيها؛ إذ قضت المحكمة ببراءة المتهمة وإيداعها مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالعباسية لتلقي الرعاية اللازمة.
سيدة فاقوس
القضية التي تحمل رقم 8619 جنايات الزقازيق لسنة 2023 وتعود تفاصيل وقوعها إلى يوم الأربعاء 26 أبريل الماضي، كانت غريبة بحق على البشرية جمعاء؛ إذ أقدمت المتهمة هناء محمد حسن حتروش، صاحبة الأعوام السبعة وثلاثين، على إزهاق روح ابنها الطفل سعد محمد سعد، صاحب الخمسة أعوامٍ؛ لا لشيء إلا لأنها قد أحبته حبًا كبيرًا وسعت للاستئثار بذاك الحب لنفسها وإبعاد الصغير عن الدنيا وما فيها -حسبما أدلت وأقرت واعترفت أمام جهات التحقيقات والمحكمة.
المتهمة وُجهت لها تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، بيد أن جلسات محاكمتها كانت حافلة بالمفاجآت التي تيقن معها ضمير المحكمة في النهاية بأن صاحبة الجُرم ليست مسؤولة عنه، وأنها بحاجة إلى رعاية على أيدي أطباء وخبراء نفسيين بدلًا من معاقبتها بالإعدام شنقًا.
على مدار 13 جلسة نظرت هيئة محكمة جنايات الزقازيق جلسات القضية، وبدأ الأمر بإحالة المتهمة إلى المحاكمة بعدما أفاد تقرير أطباء لجنة ثلاثية من خبراء الطب النفسي الشرعي بسلامة القوى العقلية للمتهمة ومسؤوليتها عما ارتكبته من جُرمٍ، بيد أن الجلسات التالية خلُصت إلى تشكيل لجنة خماسية من أساتذة الطب النفسي في جامعتي الزقازيق والمنصورة لأجل فحص المتهمة وبيان مدى مسؤوليتها عن الجرم الذي ارتكبته والباعث وراء الجريمة.
وفور انتهاء أعمالها بشأن فحص المتهمة، ارتأت اللجنة الخماسية أن سيدة فاقوس المذكورة كانت تعاني وقت ارتكاب الجريمة من أعراض اضطراب ذهاني أفقدها الاستبصار والحكم الصائب على الأمور مع وجود قصور في القدرات العقلية، في إشارة إلى أن المتهمة قد ارتكبت جريمتها تحت تأثير حالتها المرضية وهي فاقدة للإدراك والإرادة، وعليه فهي تعتبر غير مسؤولة عن فعلها الإجرامي المذكور.
تقرير اللجنة الخماسية تبعه اعتراضات ومناوشات بين الدفاع في الجانبين، وفي نهاية الأمر أصدرت المحكمة حكمها قبل سويعات قليلة بـ براءة المتهمة وإيداعها مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في العباسية لتلقي الرعاية اللازمة.