الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أبرياء تحت القصف.. أطفال فلسطين يسرقون الضحكة من رحم الموت

ابتسامة في مواجهة
أخبار
ابتسامة في مواجهة الموت
الثلاثاء 24/أكتوبر/2023 - 03:40 م

براءةٌ مسلوبة، طفولة مع إيقاف التنفيذ، صغار سُرقت زهور أعمارهم، ولدوا ومعهم أكفانهم، في فلسطين ينزل الطفل من بطن أمه مزروعٌة داخله القضية - الأرض أرضي -، يعيشون حياتهم متشبثين بها، لا يهابون ولا يخافون ولا يفرون ولا يفرطون بحقهم في التراب، متمسكين بالهوية، ملتزمين بالعهد، لعبتهم الموت وغايتهم الشهادة أو العودة للديار، وطيلة حياتهم كبرت مدتها أو صغرت يترقبون رصاصات غاشمة قد تطالهم، حديثهم رصاصات أقوى من صواريخ الاحتلال، سكوتهم كلام عابر للحدود، صورهم حكايات تهز العالم، حتى في لعبهم رعب لعدوهم الغاشم الذي يرتجف من هؤلاء الأطفال، يقتلهم بدم بارد، يدفعهم في ذلك رعبهم من الصغار، حتى الأجنة في بطون أمهاتهم لم يسلموا منهم، فكان أصغر شهيد في طوفان الأقصى جنين عمره 6 أشهر وضعته أمه خوفا قبل استشهادها.

الجنين وصاحبة الـ7 أيام.. لماذا يرتجف الاحتلال من أطفال فلسطين؟

طفلة لم يتجاوز عمرها الـ7 أيام قتلت، ويوسف الحلو الأبيضاني أبو شعر كيرلي، وأبٌ يموت محتضنًا طفلته التي أفضت روحها لخالقها، وأخرى تموت وفي يدها الحلوى ملطخة بالدماء ربما كانت جائعة، وغيرها من آلاف المشاهد المأساوية التي تفضح جرائم الاحتلال في حق الأبرياء خلال طوفان الأقصى، فكان لهم نصيب الأسد في أعداد الشهداء، بـ 1700 شهيد من أصل 5 آلاف، وفقًا لآخر إحصائية صدرت عن الهلال الأحمر الفلسطيني، ورغم ذلك فهم صامدون، لا يعرفون الهزيمة ولا الانكسار، عيونهم مفتوحة أقوى من فوهة البنادق الإسرائيلية رؤسهم مرفوعة كلماتهم قوية ورنانة، أطفال غيروا الطبيعة وقلبوا معادلة الحياة، وبدا ذلك جليّا في كلمة طفل سألوه عن مستقبله في الكبر، فقال: في فلسطين لا نكبر، إحنا في أي لحظة ممكن نطخ ونموت وإحنا ماشين.

 بين الحين والآخر ووسط مشاهد الدمار، وفوق الأنقاض والركام، تتعالى أصوات الضحكات، يخطف الأطفال لحظات يمرحون فيها، يعيشون طفولتهم المسلوبة أغلب الأحيان بفعل إسرائيل، يتخلصون من ثوبٍ ضعف أضعاف أعمارهم، يتناسون أصوات القذائف التي يستيقظون عليها، ونيران الصواريخ التي باتت المصدر الوحيد لإنارة مدينتهم الكالحة ليلًا، وأشلاء أسرهم المبعثرة في الطرقات، والدماء التي تفوح رائحتها في كل مكان، والجثث وهي تخرج من تحت الركام،  يلعبون كأنهم لم يواجهوا معاناة في حياتهم، وتعلو الابتسامة التي ينتزعونها انتزاعًا من رحم الموت وجوههم. 

حب الحياة.. سقف سقف أوعى توقف

متجاهلًا معاناته، منتصرًا لطفولته، غير مبالٍ لمشاهد الدمار التي حلت ببيت عائلته، وقف أحد الأطفال، في مخيم تابع لمنظمة الأونروا يأوي النازحين، يصفق ويلهو الوضحكة تعلو جبينه، ومن حوله يلتف الأطفال ويصفقون، متناسين الأحداث التي حلت بهم وببلادهم، التي باتت خاوية على عروشها، وهو ما قال عنه مصور الفيديو معتز عزايزة: يحبون الحياة ويسعون للسلام.. يجب أن يكون لأطفالنا مستقبل أفضل.

الأطفال يهربون من الواقع بالسخرية.. بكرة نرجع على الدار

ومن نفس دار الإيواء الكائنة بوسط غزة، والذي فر سكان الشمال لها اصطف الأطفال أمام كاميرا المصور الصحفي عزايزة يسخرون من المشاهد التي تعرضوا لها، تتعالى ضحكاتهم، يتدافعون أمام العدسة، يتذكرون قضيتهم وسط المرح: سبنا دورنا وأرضينا وجينا على المدرسة، إن شاء الله تتحرر الأراضي ونرجع للديار.

يحكي المصور: الأطفال يخففون من الصدمة التي تعرضوا لها بعد مغادرة منازلهم وهروبهم إلى مدارس الأونروا، من خلال السخرية أمام الكاميرا.

لعبة الشهيد.. قلبي قمر أحمر قلبي بستان

مرددين هتافات الشهيد حبيب الله، وفي ممر بأحد مستشفيات غزة الذي يأوى إليه النازحون، حملت مجموعة من الفتيات رضيعة، يلفون بها في الممرات، يلهون ويمرحون، بابتسامة، خطفت الملايين على السوشيال ميديا، وحينما سألهم مصور الفيديو محمد المصري، ماذا تفعلون؟، أجابو وصوت الضحكات تتعالى: لعبة الشهيد، وهو ما علق عليه المصري، بقوله: بنى الصغار تصورا مفاده أن كل شخص هنا شهيد، وهذا نوع من التكيف لتجنب الألم والصدمة.

لن أفرط في أرضي.. هذا منزلي

بشاله الذي يعبر عن هويته، وضحكته البريئة التي تزين وجهه، ودميته التي نجت معه من قصف استهدف منزله وأسرته، جلس طفل لم يتجاوز عمره الـ4 أعوام، على الركام، خلفه علم بلاده يرفرف، لسان حاله يقول: لن أفرط في أرضي.. هذا منزلي، العقيدة المغروسة فيهم بالفطرة.

ضحكات أطفال فلطسين في مواجهة الاحتلال الغاشم

آخر ما تبقى من الحي زهرتان

وفي مشهدٍ لا يختلف كثيرًا عن سابقه، وقفت فوق ركام منزلها، طفلة متمسكة بهدوئها كما تمسكها بأرضها، حاملةً بيدها وردة نجت معها من القصف، تبقت لها من منزل انهار بأكمله، تنظر للوردة وكأنهما يتبادلان أطراف الحديث، تتذكر أن طفولة داخل المنزل محاها الاحتلال الغاشم مع البيت، تشهد الطفلة في عمر الزهور الزهرة التي تحملها على ما حدث لها ولأسرتها ثم تترك لها بسمة، وهو ما رصده الصحفي المصور معتز عزايزة، الذي يبكى الألم ويعطي للجميع في فلسطين والعالم أملًا.

ضحكات أطفال فلطسين في مواجهة الاحتلال الغاشم

مخيم الشاطيء.. الحياة لازالت تنبض بضحكات الأطفال

داخل مخيم الشاطئ للنازحين، لازالت الحياة تنبض رغم حجم الألم، ومرارة الفقد - بيوت وأفراد -، لا تتوقف الضحكات، الأطفال يمرحون في الأزقة، يلعبون في كل مكان، فما بين صبيان يلعبون كرة القدم، وبنات يلعبن المور والفنة والجورة وغيرها من الألعاب الفلسطينية،  يعيش الأطفال مطمئنين هادئين تعانق ابتساماتهم السماء.

ضحكات أطفال فلطسين في مواجهة الاحتلال الغاشم
تابع مواقعنا