لا تسرقوا مني الحياة.. الفلسطينية إيمان عودة تبكي العالم: لا أريد الموت تحت الركام
محبةٌ للحياة، حالمة في بلد سرعان ما يموت فيها الحالمون وتدفن معهم الأحلام، تبعث رسائلها للعالم من تحت القصف، لا يزعجها الموت قدر خوفها أن تموت تحت الركام، تصرخ علها تجد من يسمع تلك الصرخات المكلومة، تتمنى العيش بسلام "فقط لأجل فلسطين"، تحلم بـ غزة جديدة بلا حصار، فيها أطباء بلا مرضى ولا دماء، عائلات تعيش بلا آلام ولا حزن ولا فقد، صحفيون يوثقون الرغد، وشعراء يكتبون عن الحب الأبدي، تتنظر اليوم الذي ستتفقد فيه الميادين، وتعلو أصوت الباعة المتجولين الأزقة، والأطفال يمرحون ويلعبون كم حولها، تتوقف عن الأحلام ثم تتذكر إيمان عودة أن بلادها "مُسكرة" كما تقول، والأشلاء حولها والجثث تمر واحدة تلو الأخرى، ورائحة الدماء تعطر الشواع، وتوجعها جملة "بهذا تكون هذه العائلة شطبت من السجل المدني".
الغزاوية صاحبة الـ 22 عامًا، تعلمت من والدها أن تطير وتعانق السماء، تسبح في سماء العالم، تمارس هوايتها المفضلة "المسرح والتمثيل" تكسر الحواجز وتُفتح لها الأبواب المغلقة، حتى تصبح من بين الأسماء الأشهر في مجال التمثيل عالميًا، إيمانها بالقضية لا يقل عن أي فلسطيني، سوى أنها تبحث عن الحياة وتحبها، وتحمل الاحتلال مسئولية قتل حلمها ظلمًا حال استشهادها، بقولها "لو استشهدت، هكون متت مظلومة ونفسي في حاجات كثيرة لسا ما حققتها، متت وأنا نفسي في الحياة".
وسط عالم لم يعد فيه طمأنية على الأقل بالنسبة لها، وبكلماتها عبر حسابها، هزت إيمان عودة، قلوب الملايين، بعد كتاباتها المتكررة عن حقها في الحياة التي تتمنى ألا يسرقها الاحتلال منها كما هو حال آلاف الفلسطينيين، وجدت في السوشيال ميديا متنفسا نسبيا للتعبير عن حقها، بعد حصار يمنعها من إيصال صوتها للعالم، حيث تقول لـ القاهرة 24: أنا بلشت أكتب عشان أوصل صوتي للعالم، بعد ما سكروا البلد، أنا نفسي أطلع برا غزة، وأشوف العالم وأكلمهم، يدفعها في ذلك حلمها أولًا ثم قضيتها.
أحلام منهوبة.. البحث عن حق الحياة في فلسطين
قبل أيام من الحرب، فتحت الدنيا ذراعها قليلًا لـ إيمان، قبل أن يغلقها أحداث طوفان الأقصى، وهمجية الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فشاركت في مسلسل يروي فصلًا من القضية باسم "ميلاد الفجر"، ومسرحيتين "حكايا البحر، والصدمة"، بدأت أحلامها في التحقق، إلا أنه سرعان ما انقض عليها الاحتلال فدفنها وأعادها إلى نقطتها الأولى واستأصل نجاحها بعد توقف الحياة في قطاع غزة، يداهمها فكر العودة للأمجاد ولحلمها كلما سمعت أصوات الصواريخ والقواذف ورأتها تدور في سماء غزة، وتهرول تختبئ منها لا تخرج إلا بعد سماع صوت الانفجار، تتساءل: "هل ستعود الأيام لما قبل 7 أكتوبر، وهل ستكتب لي النجاة؟"، وتكمل حديثها: "نفسي يجي اليوم اللي اكتب فيه لقد نجوت.. فلسطين حرة، واحكي إني حققت حلمي، لكن معقول هعيش؟".
مضايقات تعرضت لها الشابة العشرينية، بعد منشور "نفسي أعيش"، إلا أنها لم تتوقف عندها كثيرًا، فهي كما تؤكد مؤمنة بقضية ترى أنها خلقت من أجلها في الأساس، وحكى لها أجدادها منذ 1948 وأوصوهم باستكمال الطريق حتى النصر، وكما إيمانها بالقضية تعرف أن الدنيا فانية، وأن دورها سيحين طال أو قصر، إلا أنها متمسكة بالحلم وحقها في الحياة، وتختتم حديثها: "ربما اكتب واخبركم إني نجوت وربما لا، إلا إن مُتت سأكون مظلومة ونفسي في الحياة".