مزقوا بطون الحوامل.. صواريخ الاحتلال تغتال الأجنة في غزة
قتلٌ ممنهج، وتدميرٌ مروع، البنايات تنهار فوق من بداخلها، آلاف الشهداء والجرحى في كل الأحياء، والدماء تفوح في الأرجاء، مناطق كاملة مُحيت، وأسرٌ لم يعد لها وجود، القذائف لا تفرق بين مسلح ومدني ولا تتجاهل كبارا ولا أطفالا، الجميع يُباد، فعلى مدار 26 يومًا من العدوان الإسرائيلي على فلسطين، ارتكبت قوات الاحتلال العديد من المجازر، وعزفت في حربها بأطفال غزة، ورسمت صورة جديدة للطفولة لأول مرة في التاريخ، ففي غزة تستخرج شهادات وفيات الأطفال قبل شهادات الميلاد، باغتيال الأجنة في بطون أمهاتها، كما لو كانت الأجنة مسلحة داخل أرحام الأمهات وهي ما زالت نطفا لم تكتمل.
شهادة وفاة قبل الميلاد
في مشهد حابسٍ للأنفاس، وعلى أحد أسرّة مستشفى الأندونيسي الذي استقبل ضحايا مجزرة جباليا، التي خلفت وراءها أكثر من 400 ضحية ما بين جريح وشهيد، التف عدد من الأطباء والممرضين، بعد استقبال إحدى السيدات الحوامل، والتي استشهدت جراء القصف العنيف، محاولين استخراج جنين كان لا يزال قلبه ينبض، ومزقوا بطن والدته المتوفاة دون أي مخدر أو بنج في مشهد تقشعر له الأبدان، إلا أنه فارق الحياة بعد دقائق من الإسعافات التي حاول الأطباء إنقاذه خلالها لاحقا بوالدته.
نمو لم يكتمل
لم يكن هذا هو المشهد الوحيد، وليس الجنين الأول الذي يغتاله الاحتلال، ففي التاسع عشر من أكتوبر المنقضي، نشر المصور الفلسطيني محمد بسام، من داخل مستشفى النجار في مدينة رفح الفلسطينية، صورة مؤلمة لأحد الأجنة نجح الأطباء في إخراجه مكمتلًا بعد استشهاد والدته في قصف منزلهم، إلا أنه كان قد فارق الحياة.
قتل جنين في استهداف بغارة جوية
الجمعة 13 أكتوبر، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، جريمة وكارثة إنسانية جديدة ارتكبها الاحتلال، على حد وصفها الذي جاء على لسان أشرف القدرة متحدثها في غزة، والذي قال إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف جنينا في بطن أمه، وقتله قبل الخروج للحياة في إحدى مجازر قطاع غزة، ليكون ثاني الضحايا الأجنة، بعد طفل لم يستمر في بطن أمه غير 5 شهور وأيام، وضعته أمه خوفا من القصف قبل استشهادها.
دفن جنين بحضن أمه الشهيدة.. عشان ياخد الحنان
في قصف على جنوب غزة، وبعد 4 أيام من بداية العدوان الإسرائيلي، دُفن جنين رفقة أمه التي أجهضته خوفا من قصف عنيف استهدف أحد أحياء جنوب القطاع، وحمل شقيق الشهيدة جثمان طفلتها مُكفنة، وفتح ذراع والدتها ووضعها داخل حضنها، مرددًا: في حنان أمها، في مشهد كان له بالغ الأثر على مشاهديه.
موت نابض بالحياة.. ولادة طفل فلسطيني بعد قصف والدته الحامل
موتٌ نابضٌ بالحياة، فمن داخل مستشفى ناصر الطبي، وداخل الحضانة، رقد طفلُ حديث الولادة، تملأ جسده الرقيق الأجهزة الطبيبة، وتتصاعد أنفاسه رويدًا رويدا، بعد نجاح الدكتور أسعد النواجحة أخصائي الأطفال في المستشفى بمساعدة أطباء الجراحة، في إخراج الطفل من إحدى الشهيدات اللاتي وصلن للمجمع بعدما نزحت؛ محاولةً الحفاظ على جنينها، إلا أنها كانت فارقت الحياة، لتضع سنبلتها الصغيرة وتموت.
نحو 3648 طفلًا راحوا ضحية للعدوان الإسرائيلي حتى الآن، وفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء، من أصل 8796 شهيدا بعد 26 يوما من الحرب، الأمر الذي يخرق كل قوانين الحروب ويخالف كل معايير الإنسانية، فلم يتوقف الأمر على استهداف المدنيين والعُزّل والأطفال، بل تخطى الأمر ذلك وصولًا للأجنة، إلا أن أرحام نساء العرب وفلسطين لن تجف.