فنانات ارتدين ثوب الرجال وامتهنّ الأعمال الشاقة هربًا من نظرات وأفكار المجتمع | تقرير
قالوا عن إحداهن مسترجلة، والأخرى فاقدة للأنوثة، وهن في النهاية مجرد نساء يردن العيش في سلام، الأم منهن تطمح لتوفير حياة آمنة لأولادها، والآنسات تردن العيش بأمان بعيدًا عن عيون بعض الرجال المُغتصبة لكل معالم الأنوثة بأي سيدة تمر من أمامهم، وتتعرض العديد من النساء يوميا لمواقف يعتبرنها سخيفة، من مضايقات وسخافات، مما ينغص على الكثير منهن حياتهن، وخصوصًا من تمكث منهن في مناطق شعبية أو تنتمي للطبقات الدنيا من المجتمع، فيتميز المجتمع الذي تحيى وسطه، بالنقد اللاذع والأحكام المسبقة للسيدات والفتيات، مما يضطر العديد منهن للتخلي المؤقت عن مظاهر أنوثتهن، والتخفي في زي رجالي، إما في الهيئة والملابس، أو امتهانها لمهن تعتبر في قاموس المجتمع رجالية.
تنحت في الصخر لكسب قوت أولادها.. حرفيًا
قدمت الفنانة منى زكي في موسم رمضان الماضي 2023، دور حنان الأم الأرملة، في مسلسل تحت الوصاية، التي توفي زوجها حديثًا، تاركًا لها طفلين في سن صغير، بالإضافة إلى مركب، كان يعمل عليه صيادًا، ليصبح ذلك المركب كابوس حياتها الذي ظلت تنام وتستيقظ عليه، وكذلك أصبح -دياب- بمثابة مسمار جحا في حياتها وأولادها، بسبب طمعه في المركب باعتباره ورث أبناء أخيه المتوفى، الذي أصبح وصيا عليهم، ولكن تحدت حنان كل تلك الظروف التي واجهتها، وقررت العمل مكان زوجها، كصيادة على مركب أولادها، وسط نظرات المجتمع اللاذعة لها، كونها تعمل بمهنة تخص الرجال فقط، بالإضافة إلى الاتهامات التي كانت تتعرض لها، بسبب مكوثها على المركب بصحبة طاقم البحرية المكون من 5 رجال، ولكنها تحدت مخاوفها ونظرات العامة حولها لها، وقرت خوض الأمر لأنه كان لا خيار أمامها سواه.
بائعة أنابيب تارة وعاملة بناء تارة أخرى
شاركت الفنانة روجينا في موسم رمضان الماضي 2023، من خلال مسلسل ستهم، والتي جسدت خلاله شخصية ستهم الصعيدية، وكانت قصتها مستلهمة من عدة قصص لعدة سيدات مكافحات، وجسدت خلال أحداث العمل دور زوجة توفي زوجها، فقررت ارتداء ثوب الرجال، وحلقت شعرها وارتدت ثياب الرجال حقيقةً، ثم عملت في عدة مهن رجالية، منها بائعة أنابيب، وعاملة بناء، وغيرها، وكل ذلك من أجل الحفاظ على أولادها وحقوقهم، لتكون مثالا للأم المكافحة التي تتحدى كل العوائق وتواجه كل الصعوبات، حتى لو تطلب الأمر منها التخلي عن أغلى ما تملك، وهو أنوثتها.
سميرة بيرة التي لم تسلم من نظرات ومضايقات الذئاب البشرية
لعبت الفنانة دنيا سمير غانم دور سميرة بيرة، في أحداث فيلم الفرح، الذي عرض في عام 2009، وضم العديد من الفنانين، ولكن كان الدور الأبرز في هذا العمل، هو دور الفتاة العاملة بمهنة لا تليق بفتاة بالمرة، ولكنها اضطرت لذلك بسبب الفقر، وبهدف الإنفاق على نفسها ووالدتها المريضة، فجمعتها علاقة وثيقة بصندوق البيرة، الذي كانت تحمله على كتفها وتبيعه لأصحاب المزاج، في الحارة التي كانت تسكن بها، وتحديدًا في الفرح المقام هناك، وعلى جانب المظهر الخارجي، ارتدت سميرة ثياب الرجال كما قال الكتاب، وغطت شعرها بالكامل؛ حتى لا تُظهر أي معالم أنوثة منها، لتكفي نفسها شر الأعيُن، ولكنها بالرغم من كل هذا، لم تسلم أيضًا من نظراتهم ولا لمساتهم.
كوريا بنت البلد تخفي كل معالم الأنوثة
وعندما يكون الحديث عن الفتيات والنساء اللاتي اتجهن للتخفي عن أعيُن البشر بثياب الرجال، لابد من ذكر بنت البلد كوريا -مي عز الدين-، التي لغت مصطلح الأنوثة من قاموس حياتها، وكان مبررها هو أن العمل مع ديابة بطن البقرة، المنطقة التي تسكن بها، يقتضي من التعامل معهم من هذا المنطلق، وإخفاء كل ما هو أنثوي، حتى تسلم من أعيُنهم، ولو بشكل مؤقت، فذهبت لملابس الرجال، والهيئة غير المهندمة.
وجدير بالذكر، أنه من المقرر أن تشارك الفنانة سمية الخشاب في موسم رمضان المقبل 2024، من خلال مسلسل غالية بـ 100 راجل، وتجسد من خلاله دور سائقة ميكروباص، وهي مهنة مقتصرة على الرجال.