بتجري تتخبى أول ما تسمع القصف.. طفل فلسطيني يخاطر بحياته لإنقاذ قطة: إيش الفرق بينها وبين الإنسان؟
اسمها لولو أول ما تسمع القصف بتجري وتتخبى.. مقطع فيديو لم يتجاوز الـ 3 دقائق، أبرز مدى جوهر الفلسطينيين، فهنا طفل خاطر بحياته، ولم يهب الموت، لينقذ هرته لولو، التي تُفزع عند سماعها قنابل القصف، فلم يخش بطلنا أن تصيبه رصاصة غدر، أو قنابل الموت، التي يطلقها العدو الخسيس، لكن كل ما شغل تفكير ابن غزة، هو كيف يؤمن الهرة من روعتها، ويحميها من الفزع والذعر التي يعاني منه الأهالي بالقطاع ليل نهار.
بطلنا هو الطفل محمد نصار، الذي لم يبلغ من العمر الـ 10 سنوات، لكن رغم صغر سنه، إلا أنه أعطى درسًا للعالم بفطرته في الإنسانية، والرفق بالحيوان قبل الإنسان، ليعبر عن مدى جوهر المواطن الفلسطيني، الذي نشأ وفي قلبه الرحمة، رغم الظلم الذي يعانون منه وهم نطفة ببطون أمهاتهم.
فحينما سُئِلَ بطلنا الصغير، عن سبب مخاطرته بحياته لإنقاذ الهِرة، أجاب بانفعال: إش الفرق بينها وبين الإنسان.. هي روح وبتخاف وبتحس مثلنا، إجابة لم يفكر فيها رئيس العدو، لم يخطر في باله أن هناك طفلًا يهب حياته لإنقاذ حيوان من القصف، فما بالك بما يفعله هذا الطفل الرحيم مع أهالي بلدته، الذين لا يزيدهم القصف إلا إصرارًا، على عدم التفريط في الأرض، ولديهم يقينًا بأنهم سينتقمون يومًا من مغتصب الأرض، سفاك الدماء.
أطفال فلسطين
فيديو محمد نصار، أجراه الزميل عمرو طبش، الذي حاول أن يسلط الأضواء على براءة الأطفال في غزة، وما يدور في أذهان هذه النبتة الطيبة، فظهر محمد نصار، صاحب القطة لولو، وهو يُجيب على اسئلة المراسل، حول علاقته بهذه القطة التي لا تفارقه، فقال الطفل: اسمها لولو أول ما تسمع القصف بتجري وتتخبي، هي صديق لنا، لها مَعزة كبيرة عندي حبيبتي.
وروى نصار، حكايته مع لولو، في الحرب التي دشنت منذ 7 أكتوبر المنقضي، حيث قال: جبتها من الشمال لأنها بتخاف من القصف، خفت أنها تشرد، فجبتها معايا أأمن لها، بطعّمها وأشربها معنا، في حد برة الخيم بيتبرع بمعلبات لحم وجبنة، كلنا هناكله وهي بتاكل معنا.
واستكمل نصار، وهو عينه تشع نورًا من برائتها، وتزداد بريقًا عندما تسقط رؤيته على لولو، فيقول ببتسامته الخلابة: لولو كتير عزيزة عليا، بلعب معاها وبمشيها، أخواتي بيعلبوا معها، وهي كمان بتلعب معهم ومع البس بتاع الجيران.
وتعجب نصار، حينما سئل عن مخاطرته بحياته، لإنقاذ هرة، حيث انفعل في إجابتها: إش الفرق بينها وبين الإنسان، البسة بتحس، لو مكنش عندها أكل بتجوع، لو مكنش عندها مية بتعطش، إش الفرق بينها وبين الإنسان، هو الشكل والصوت بس، لولو روح بتجوع وبتحس، أنا إن ضربتاها هيك هي حست.
وأكد نصار أنه خاطر بحياته حتى يؤمن حياة قطته، ويطمئنها في ظل الوقت الذي يحتاج لألف يدٍ تطبطب عليه، بعد أن قد داره وشتت أسرته، جراء القصف والدمار الشامل الذي يعاني منه اهالي قطاع غزة، فقال: أنا جيبتها من دارنا وضحينا بروحنا، دفعنا 250 من فلوسنا، عشان نروح على الشمال نجيبها بس، دفعنا فيها أكتر من حقها.
محمد نصار ليس البطل الأول، الذي يبهر العالم بفطرته وبرائته، وجوهر الفلسطينين، لكنه جزءً من مئات الآلاف من الأطفال الذين ولدوا، وفي قناعاتهم الفداء والتضحية، من أجل الآخرين سواء كان من أجل إنسان أو حيوان أو أرضًا، هذه هي فلسطين، التي تعطي لنا درسًا في كل يوم، فهنا نجد نطفل يخاطر بحياته لإنقاذ حيوان، وهناك نجد أسرة تضحي بأبنائها من أجل الأرض، ومازالت الدروس قائمة، ومازالت فلسطين ولادة بالرجال القصص التي لا تنتهي، ولم يكفيها عدة سطور وصفحات تُكتب عنها.