من غضب الرب إلى أوراق الكوتشينة.. إسرائيل تجدد تاريخها الأسود في اغتيال رموز المقاومة الفلسطينية
إرهاب منظم وقتل في العلن والخفاء وادعاءات مضللة بالديمقراطية والسلام.. هذه هي قمة ازدواجية المعايير التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين سواء قادة فصائل المقاومة أو حتى المدنيين، منذ عقود طويلة.
مؤخرًا.. أعلنت إسرائيل نيتها ملاحقة قادة الفصائل الفلسطينية في كل مكان في العالم وقتلهم، لتفتح تل أبيب مجددًا ملفاتها الإجرامية بحق ملاحقة قادة المقاومة الفلسطينية، وهذا ليس بجديد على دولة قائمة على الاحتلال والإرهاب وهو أمر واضح تمارسه ضد الفلسطينيين، ورغم ذلك وبكل وقاحة تدعي تل أبيب أن المقاومة الفلسطينية إرهاب وتمارس العنف ضد الإسرائيليين.
وبذلك تجدد إسرائيل سياستها في ملاحقة قادة المقاومة الفلسطينية لتستحضر فكر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي سابقًا جولدا مائير والتي شهد عصرها واحدة من أخطر عمليات الاحتلال في تصفية قادة المقاومة الفلسطينية والتي تعرف بعملية غضب الرب، في أعقاب هجوم ميونيخ على البعثة الإسرائيلية عام 1972، حيث نفذت تل أبيب قائمة كبيرة من الاغتيالات بحق رموز المقاومة الفلسطينية.
إعلان إسرائيل ملاحقة قادة حماس
بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات محيط قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر الماضي، جددت إسرائيل خططها الإجرامية بحق الفلسطينيين واستهداف رموز المقاومة، لتعلن عن استراتيجيات جديدة لملاحقة قادة الفصائل الفلسطينية لاغتيالهم في كل مكان في العالم وليس فقط في قطاع غزة.
تشكيل وحدة خاصة لملاحقة قادة المقاومة
البداية كانت في أواخر شهر أكتوبر الماضي، عندما أنشأ جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي الشاباك، وحدة جديدة اسمها نيلي، مهمتها ملاحقة قادة الفصائل الفلسطينية واغتيالهم في الداخل والخارج، ويعود اسم الوحدة إلى لفظ عبري قديم يشير إلى خلود إسرائيل سيبقى لا كذب، وهي خليط من وحدة القوات الخاصة التي تعرف باسم ماتكال، وعناصر استخباراتية تابعة لجهاز الموساد، المتمرسين في تنفيذ الاغتيالات.
وحسب ما جاء في الإعلام العبري، فإنه تم تشكيل هذه الوحدة خصيصا لاستهداف أعضاء وحدة خاصة داخل الجناح العسكري لحركة حماس تسمى النخبة، التي تسلل مقاتلوها إلى إسرائيل في هجوم الـ 7 من أكتوبر الماضي، وهي وحدة تعمل بشكل مستقل بعيدًا عن وحدات القيادة والسيطرة الأخرى، مهمتها العمل على الأرض لملاحقة أبرز قادة حماس.
خطة إسرائيلية لاغتيال قادة الفصائل الفلسطينية
مؤخرًا تم الإعلان عن تخطيط إسرائيل لاغتيال قادة حركة حماس في الداخل والخارج، ووضعها استراتيجية محكمة لتنفيذ هذا الأمر وبشكل علني، بعد تشكيل الوحدة نيلي.
وجاء في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الجمعة، أن هناك خطة إسرائيلية لاغتيال قادة حركة حماس في جميع أنحاء العالم، بمجرد انتهاء حربها في قطاع غزة، على حد قول مسؤولين إسرائيليين كبار.
وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية، أن جهازي الموساد والشاباك أطلقا عملية مشتركة لملاحقة وتتبع كل قادة الفصائل الفلسطينية الذين شاركوا في هجوم الـ 7 من أكتوبر.
وأخيرًا.. كشفت وسائل إعلام عبرية عن آخر الخطط الإسرائيلية لملاحقة قادة حماس واغتيالهم خاصة في قطاع غزة وبأسلوب جديد وعلني، يتمثل في طباعة صور وأسماء قادة حركة حماس على أوراق الكوتشينة وتوزيعها على الجنود حتى يسهل على جنود الاحتلال التعرف على هؤلاء القادة وقتلهم حال تلاقوا معهم.
وحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فإن الاستراتيجية الإسرائيلية للحرب في غزة تتضمن اغتيال 3 من كبار قادة حماس، وهم يحيى السنوار قائد الحركة في غزة، ومحمد الضيف رئيس هيئة أركان كتائب القسام، ومساعده مروان عيسى، والذين كان لهم الدور الأبرز في التخطيط وتنفيذ هجوم الـ 7 من أكتوبر.
وجاء في التفاصيل التي نشرتها الصحيفة العبرية، أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة تلقوا مجموعات من البطاقات عليها 52 صورة لكبار المسؤولين في حماس، حيث تم توزيع 10000 مجموعة فريدة من هذه البطاقات على رأسهم يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى.
تاريخ إسرائيل في تصفية قادة المقاومة
تمتلك إسرائيل تاريخ أسود في ملاحقة واغتيال قادة ورموز المقاومة الفلسطينية على مدار عقود طويلة، حيث نفذت عدة عمليات خطيرة لاغتيال قادة المقاومة في الداخل والخارج في مختلف دول العالم، وليس فقط قادة المقاومة العسكريين بل استهدفت الدبلوماسيين والكتاب والمثقفين الفلسطينيين بشكل همجي.
عملية غضب الرب
تعتبر عملية غضب الرب واحدة من أكبر وأخطر العلميات التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية ضد رموز المقاومة الفلسطينية، بداية من عام 1972 بقرار من جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقًا، لمطاردة واغتيال قادة المقاومة الفلسطينية بعد الهجوم على الفريق الأوليمبي الإسرائيلي المشارك في دورة الألعاب الأولمبية بميونيخ، والتي قُتل فيها 11 عضوا من الفريق.
ونفذت إسرائيل في هذه العملية مخطط موسع لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، حيث اغتالت العشرات من قادة المقاومة في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، في عملية استمرت لأكثر من عقدين من الزمن.
رموز المقاومة الفلسطينية ضحية الاغتيالات الإسرائيلية
كما ذكرنا فإن إسرائيل نفذت عشرات العمليات الخاصة لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية على مدار عقود طويلة، من جميع الفصائل والجهات الفلسطينية كافة، ومن أبرز القادة الذين كانوا ضحية للإرهاب الإسرائيلي:
ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر أبو خليل، وممثل المنظمة في طرابلس مصطفى عوض، وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في المنظمة، وهايل عبد الحميد من قادة فتح، وعمر صوفن مدير الصليب الأحمر في استكهولم، وعدنان أحمد من قادة اتحاد الطلبة الفلسطينيين، ووائل زعيتر السياسي والأديب الفلسطيني، والدكتور محمود الهمشري ممثل منظمة التحرير في فرنسا، وباسل الكبيسي، وكمال ناصر الناطق باسم منظمة التحرير، وكمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومحمد يوسف النجار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
والدكتور عز الدين القلق ممثل منظمة التحرير في باريس، والقائد العسكري في منظمة التحرير علي حسن سلامة، وكمال حسن أبو دلو نائب مدير مكتب منظمة التحرير في روما، ومنذر جودة أبو غزالة قائد البحرية الفلسطينية وعضو المجلسين الثوري لحركة فتح والعسكري لمنظمة التحرير، وخليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في حركة فتح ومن مؤسسي الحركة مع ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الذي تضاربت الروايات حول وفاته لكن أصابع الاتهام تشير إلى أن إسرائيل هي من قتلته، إلى جانب اغتيال مؤسسة حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.