أمين البحوث الإسلامية لمبعوثي الأزهر: قضية التجديد من أهم القضايا التي تميز المنهج الأزهري
التقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد بالمرشحين في حركة الابتعاث للعام 2023/2024 في ختام الدورة التدريبية التي ينظمها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، وذلك في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بضرورة الاهتمام بمبعوثي الأزهر إلى دول العالم لما يقع عليهم من دور مهم في أداء وتحقيق رسالة الأزهر العالمية.
تحقيق رسالة الأزهر العالمية
وقال الأمين العام خلال المحاضرة إن كل مبعوث للأزهر الشريف يقع عليه دور كبير في تعليم مبادئ وقيم الإسلام وسبل مواجهة الفكر بالفكر وما يتطلبه ذلك من فهم الخلفيات التاريخية والجغرافية والسياسية للمناطق التي سيعمل بها، وأن يكون على دراية كاملة بالمناطق التي سيعمل بها وبثقافة الجمهور الذي سيتعامل معه وطبيعة المجتمع واهتماماته، لأجل دعم تحقيق رسالة الأزهر الشريف العالمية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمي واحترام الآخر، مؤكدًا أن مبعوث الأزهر الشريف يمثل المنهج الوسطي الأزهري الذي يرسخ للاعتدال والتسامح والحوار وقبول الآخر واحترام التعددية، وكيفية مواجهة التحديات المعاصرة التي تختلف باختلاف المجتمعات والدول والثقافات.
وأضاف أن المنهج الأزهري يتميز بعدة أمور أهمها: الوسطية في التعامل مع الأمور وجمعه بين العقل والنقل، فالأزهر الشريف قد أخذ على عاتقه، منذ السنوات الأولى لنشأته، مسئولية الدفاع عن مبادئ الإسلام وسماحته ووسطيته واعتداله والوقوف بكل حزم لكل من تسول له نفسه الخروج عن المنهج الرباني ونشر منهجه المعتدل في مختلف دول العالم شماله وجنوبه وشرقه وغربه، والإمام الأكبر أكد أن منهج التعليم الأزهري منهج يمثل وسطية الإسلام، وأن هذا المنهج يرسخ في ذهن الطالب الأزهري منذ نعومة أظفاره ثقافةَ الحوار وشرعيةَ الاختلاف، ويُدرِّبُه على احترام الرأي الآخر، ويعَلِّمُه الفرق بين احترام المذهب وبين اعتقادِه، وهذا ما يؤكده الواقع المعاصر، مضيفًا أن الميزة الثانية هي التركيز على قضايا الأمة الإسلامية، والاهتمام بواقع المسلمين ويظهر ذلك جليًا في الجهود التي تبذلها المؤسسة الأزهرية بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لمعالجة قضايا الأمة شرقًا وغربًا.
وأوضح الأمين العام أن قضية التجديد من أهم القضايا التي تميز المنهج الأزهري ومعلم من معالمها، وهذا يتأتى من عظمة الدين الإسلامي من خلال تجاوزه لحواجز الزمان والمكان؛ فهو صالح لكل الأزمنة مهما تعاقبت، ولكل الأمكنة مهما اختلفت وتنوعت وتباعدت، فهو لا تتسامى عليه الحدود، فنحن نعيش في عالم فيه العديد من الأحداث المهمة التي توجب أن يستحدث لها أقضية، وأحكام تتناسب ومتغيرات الزمان والمكان، موضحًا أن من مميزات المنهج الأزهر تلك النظرة التقديرية المعتدلة لإرث الأمة الحضاري أو ما يعرف بالتراث الإسلامي، فهناك ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل مع ذلك التراث الإسلامي؛ فالتراث هو عنوان هذه الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها، فلا يمكن أن تكون لها حاضرٌ أو مستقبلٌ تخطّط له دون أن تقف على أبعاد الماضي، والماضي يحمل ذاكرتها وهويّتها وثقافتها ووعيها الحضاريّ.
واختتم الأمين العام تأكيد ضرورة الموضوعية في التناول والحكم في مختلف القضايا والأحداث، والذي غاب عن العالم في الواقع الحالي والقضية الفلسطينية خير دليل على ذلك، فمبعوث الأزهر لابد أن يكون لديه موضوعية في التناول والحكم، مشيرًا إلى أهمية التنوع والتعدد خصوصًا مع تنوع الاتجاهات وتعدد الرؤى والأطروحات.