الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

العدوان يسرق فرحة العام الجديد.. القصف وصراخ الأطفال مكان الألعاب النارية والحفلات الصاخبة بـ كريسماس غزة

الكريسماس في غزة
تقارير وتحقيقات
الكريسماس في غزة - تعبيرية
الإثنين 01/يناير/2024 - 05:04 م

لم تختلف ليلة البارحة في غزة، عن سابقها من الليالي التي عانى فيها سكانها بعدما مارس الاحتلال عادته المفضلة السرقة، فنهب الفرحة واغتال الاحتفالات بالقصف الغاشم على أنحاء مختلفة من القطاع، وغاب سانت كلوز بهداياه التي يستيقظ عليها الأطفال ليستيقظ الصغار في القطاع على دوي الانفجار، ولم تضئ الشماريخ سماء غزة فحلت القنابل الضوئية مكانها، وغطت صرخات الأطفال والنساء أصوات الأغاني التي تعالت في مختلف بلدان العالم احتفالا بالكريسماس، ومرت الساعات الثقيلة على الغزاوية وبقي الركام والدمار والجرحى شهودًا على الليلة العصيبة التي جرت فيها الدماء أنهارًا ولم يجدوا أكفانًا تكرمهم في دفنهم، هنا غزة.. وهذا كريسماس غزة.

فيما كان العالم بأكلمه على موعد مع احتفالات رأس السنة الجديدة 2024، بأجوائها المعتادة "ألعاب نارية، وحفلات غنائية وغيرها"، كانت مناطق عدة بالقطاع تتعرض لقصف عنيف في اليوم الـ87 للحرب، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 21978 شهيدا ويصل عدد المصابين لـ57697 مصابا، في حين حين نزح أكثر من 80% من سكان القطاع داخليا، ودمر ثلثا أبنيته إما جزئيًا أو كليا.

شهداء القصف الإسرائيلي

 13 مجزرة بالقطاع في ليلة

الصحة الفلسطينية، أصدرت بيانًا منذ قليل، ترصد فيه خسائر جرائم الاحتلال "ليلة الكريسماس"، بقولها: ارتكب الاحتلال 13 مجزرة راح فيها 156 شهيدا وأصيب 246 خلال الـ24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان إلى 21978 شهيدا، وفقدان 326 من الكوادر الصحية وتدمير 104 من سيارات الإسعاف وإخراجها عن الخدمة.

القذائف تضيئ سماء غزة

الساعات الأخيرة من ليل أمس الأحد، نفذت طائرات الاحتلال عددًا من الغارات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، واحتدمت المعارك بالتحديد في وسط غزة حول مخيمات اللاجئين، مخلفةً وراءها عشرات الشهداء والجرحى، الذين قضوا "الكريسماس" تحت القصف المتواصل، وهو ما وصفه سكان مخيمي النصيرات والمغازي ومنطقة الزوايدة بـ"جنون الاحتلال الغاشم".

صوت القصف يعلو شماريخ الاحتفالات

ولم تنجو مدينة رفخ الفلسطينية الجنوبية من القصف الغاشم، فكثف الاحتلال ضرباته الجوية عليها، ليسقط عشرات المصابين، الذين تخطى عددهم الـ25 جريحا وفقًا لـ "وفا" وكالة الأنباء الفلسطينية،  بالإضافة لسقوط شهداء لم تحدد عددهم، وهو الأمر ذاته الذي خطف الاحتفالات من مناطق جباليا البلد والتفاح "بلدات بشرق المدينة"، والتي تعرضت لقصف عنيف خلف وراءه شهداء وجرحى لم يتم حصرهم.

القصف الإسرائيلي على قطاع غزة

الانفجارات تهز أرجاء القطاع

وبعد ساعات من تلك الغارات، ومع اقتراب فجر اليوم الأول من 2024، شنت قوات الاحتلال غارات وقصفا مدفعيا على  مناطق متفرقة بشرق وشمال مدينة خان يونس راح ضحيتها قرابة 35 شهيدًا من بينهم أطفال، فضلًا عن الضربات في حي الزيتون شرق غزة، وهزت الانفجارات العنيفة الأرجاء، وارتفعت أعمدة الدخان جراء أعمال تفجير المباني السكنية، جميعها سقطت على من يقطنوها، لا يخلو المشهد من شهداء وجرحى ومفقودين تحت الأنقاض.

انتهاء العام القاتم بالشهداء

فيما استشهد 68 شخصا على الأقل، بقصف إسرائيلي على حي الزيتون ومحيط جامعة الأقصى وسط غزة، حيث نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر محلية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الحي بعدة صواريخ مما أدى إلى استشهاد 48 شخصا على الأقل، بينما سقط ما لا يقل عن 20 شهيدًا بمحيط الجامعة.

ضربات الاحتلال للقطاع أمس

المقاومة توجه وابلًا من الصواريخ لتل أبيب في بداية العام الجديد

وفضلًا عن الغارات الجوية والرشقات الصاروخية، لم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البريّة والرشقات بين الجيش الإسرائيلي وعناصر "حماس" ليلة أمس بعدما وجهت المقاومة وابلًا من الصواريخ في بداية السنة لـ تل أبيب محدثةً دمارًا واسعًا، بينما ساد اليأس أجواء ليلة "الكريسماس" بين سكان القطاع المحاصر الذين يعانون من تداعيات الحرب اليومية.

خيبة أمل.. كيف قضى الفلسطينيون الليلة العصيبة؟

قضت الغزاوية إيمان الفرا، من خان يونس ليلتها أمس، داخل بناية مكتظة بالسكان من أهاليهم وأقاربهم، بينما تعالت من حولهم أصوات الانفجار، ولحظات الرعب تملأ قلوبهم جميعًا، حيث تقول: "إحنا بقينا عارفين إننا مجرد رقم"، معربةً عن خيبة أملها الشديد لما تابعته عبر شاشة هاتفها المحمول من حفلات صاخبة غزت العالم العربي، على حد وصفها: "بقينا فعلًا لوحدنا ومحدش حاسس باللي بيحصل لينا، وأطفالنا ما بقت مثل أطفال العالم".

الرعب يسيطر على نساء غزة

أصبحنا عالمين.. هل خذل العالم الغزاوية في رأس السنة؟

الأمر ذاته عايشته الفلسطينية خلود أبو عكرا صاحبة الـ32 عامًا، فمع غروب شمس أمس الأحد، غاب الهدوء عن دير البلح، وحل كابوس على المنطقة بفعل أصوات الغارات الجوية والضجيج الذي لم يتوقف حتى منتصف الليل، وعلى الرغم من ذلك، لم تمنعها الأجواء المرعبة تلك من ممارسة عادتها المفضلة في بداية كل عام: بدأت عامي الجديد بالصلاة، وناجيت ربنا لأجل يرفع البلاء عنا، ما عاد فينا طاقة"، مستنكرةً الاحتفالات بليلة رأس السنة وخذلان العالم للقضية، بقولها: أصبحنا عالمين.. والكل بيحتفل في الوقت اللي نتيناهو بيقول إنه مكمل في الحرب ولفترة كبيرة"، محملةً الجميع دماء الأطفال والنساء والعزل في قطاع غزة "دماؤنا لم يعد لها حرمة لدى العرب، وشجرات الكريسماس تملأ الشوارع العربية".

تابع مواقعنا