طبيب بمستشفى شهداء الأقصى بغزة: الوضع أكثر من كارثي.. والانهيار الصحي يتجلى في كل موقف
ندد إبراهيم مطر، طبيب في قسم العناية المكثفة في مستشفى شهداء الأقصى بـ غزة بالوضع بداخله، والذي يعد المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة الوسطى بالقطاع، في ظل انهيار القطاع الصحي بداخله إثر الحرب الغاشمة التي يشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي واستهدافه للمستشفيات، حيث خرج عن الخدمة نهائيًا حتى الآن 30 مستشفى ونحو 25 مستشفى تضرر من القصف، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
الوضع داخل المستشفى أقل ما يقال عنه أنه كارثي، والانهيار الصحي يتجلى في كل موقف داخل المستشفى.. هكذا وصف طبيب العناية الوضع بمستشفى شهداء الأقصى، خلال حديثه مع القاهرة 24، فبدءا من قسم الاستقبال، الذي يعج عن آخره بالمرضى، وعند كل سرير يوجد على الأقل ثلاثة مصابين، والكثير منهم ينامون على الأرض وفي الممرات، ومع كل قصف جديد يأتي إلى قسم الاستقبال عشرات المصابين، بينما الأقسام الداخلية ممتلئة من قبل بمئات المصابين، وهكذا يمتلئ المستشفى حرفيا بالمصابين.
وبحسب مطر، فالكثير من المصابين لا يتلقون العلاج الكافي؛ لانشغال الأطقم الطبية بمصابين آخرين، وأيضًا بسبب نقص الأدوية والأسرة والمعدات اللازمة للعلاج، أما أقسام العناية المكثفة فهي ممتلئة أيضا بالإصابات الخطيرة، والكثير من المصابين لا يجدون سريرا بالمستشفى بسبب امتلاء كافة الأقسام بالمصابين، أما المرضى العاديون بعيدًا عن إصابات الحرب فلا مكان لهم داخل المستشفى فهم لا فرصة للعلاج ولا وجود لسرير ينامون عليه.
الأولوية للحالات الخطيرة
يقول الطبيب مطر إن الكثير من الأطباء والممرضين قد نزحوا من المنطقة الوسطى إلى رفح، فبالتالي بدأ عدد الأطباء والممرضين يقلّ داخل المستشفى، وهذا كله على حساب المرضى والمصابين، كما أن هناك أطباء لم يغادروا المستشفيات بقطاع غزة منذ بدء الحرب، وهو واحد منهم، حيث لم يغادر مستشفى شهداء الأقصى منذ اليوم الأول من الحرب في 7 أكتوبر الماضي؛ لتفضيله أن يكون في خدمة شعبه منذ بدء الحرب، ثم علق بالمستشفى بعد أن فصل شمال القطاع عن جنوبه، ومع شدة القصف والاجتياح البري في الشمال، أصبح منعزلًا جغرافيًا عن أهله الذين يسكنون في الشمال.
وحول طبيعة الحالات التي يستقبلها في العناية المكثفة، يوضح أنه معني بالحالات الخطيرة المهددة للحياة والتي تأتي بعد القصف، وتشمل استنشاق الدخان، النزيف الداخلي، نزيف الدماغ، الحروق، تهتك الأمعاء، والكسور، خاصة عندما تكون مجتمعة في شخص واحد.