الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عادل إمام.. الزعيم الذي عشقته الكاميرا

محمود علي
مقالات
محمود علي
الأحد 21/يناير/2024 - 05:32 م

لم يحظ فنان مصري بما تمتع به عادل إمام من نجومية وقبول مَكّناه من التربع على عرش النجومية لما يزيد عن نصف قرن زعيما بلا منافس ولا منازع، والسر في ذلك يرجع إلى تركيبة عادل إمام «المعجون» بالفن والكوميديا و«المطحون» في البحث عن مشاكل الشارع على اختلاف درجاته الاجتماعية والثقافية والفكرية.

حديث المخرج رامي إمام نجل الزعيم عن اعتزال والده أمس ربما لم يحمل مفاجأة للجمهور الذي لاحظ غياب الزعيم عن الساحة الفنية منذ عدة سنوات، لكنه حمل شيئا من الحنين والتوق شوقًا لرؤية الزعيم حتى ولو في فقرة ببرنامج  أو سماع صوته في مداخلة تلفزيونية، فعادل إمام حالة مصرية خاصة، لا أبالغ حينما أقول إنه أشبه بظاهرة تستحق الدراسة، ليس في معاهد السينما والمسرح فحسب، وإنما في مجالات علم النفس والاجتماع والدراسات المعنية بتحليل الشخصيات المؤثرة.

حاولت كتم هذه الكلمات أو تأخيرها إلى آخر المقال -على الأقل- لكن لم أستطع، ففي الحقيقة وأنا أكتب هذه السطور أشعر أنني أكتب رثاء مبكرا للنجم الكبير -أطال الله في عمره- خاصة أنها جاءت بعد تكريم كبير له وتقدير للزعيم بإطلاق اسمه على أحد كباري شارع صلاح سالم، وهو الفنان الوحيد -على حد علمي- الذي تطلق الدولة اسمه على أحد أماكنها العامة في عين حياته، وهو شيء لو تعلمون عظيم.

الحقيقة الثانية التي واجهتني بها نفسي وأنا أكتب المقال أنه ليس بالسهل أبدا الكتابة عن عادل إمام، فـ«من أشكل المشكلات توضيح الواضحات»، بمعنى أنني لن أضيف أي جديد للقارئ إن تحدثت عن أعمال عادل إمام سواء السينمائية أو المسرحية أو الدرامية، التي يعرفها ويحفظها الصغير قبل الكبير، والتي يشاهدها سكان المنامة بالبحرين وعدن باليمن والموصل بالعراق بنفس اللذة التي يشعرها سكان شبرا وإمبابة وبولاق بمصر، لدرجة أن الآلة المسماة بالكاميرا عشقت عادل إمام.

وهنا أوجه عتابا حارا لمحبي الزعيم وأيضا للمأجورين ومنعدمي الضمير الذين يرتزقون من إطلاق شائعات وفاته أو تدهور حالته الصحية.. هل ضاقت عليكم الأرض بما رحبت وظننتم أنه لا ملجأ من التريند إلا شائعات وفاة عادل إمام؟! فالرجل بحكم السن ابتعد عن الساحة الفنية بعد هذا السجل الحافل من العطاء المتعدد والمتنوع مكتفيا بهذا الإنتاج الزاخر الذي امتد لأكثر من 6 عقود، وكما يقول نجله أراد أن «يستريح شوية» مع الأسرة والأحفاد.

والسؤال هنا أليس من حق عادل إمام أن يستريح كأي بني آدم يقرر الاعتزال وقتما وكيفما يشاء؟! بالتأكيد حقه أن ينعم بالتفرغ لأسرته وأحفاده وحياته الشخصية في هذه السن التي لا تقبل «البهدلة» و«الشحططة» بين بلاتوهات السينما وأماكن التصوير، ولا «مستنقع» إطلاق الشائعات المقزز.

تابع مواقعنا