الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الصغار يثأرون لأسرهم.. كيف صنعت إسرائيل جيل التحرير في غزة؟

جيل التحرير في غزة
أخبار
جيل التحرير في غزة
الأربعاء 24/يناير/2024 - 12:57 م

منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، وهدف الاحتلال من هجماته الغاشمة مُعلن "القضاء على حماس" بشكل كامل، الستار الذي ارتكبوا خلفه جرائمهم الشنعاء ضد الإنسانية، وقتلوا أكثر من 25 ألف شهيد أغلبهم من المدنيين والعزل في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي كما وصفتها المنظمات الأممية، وهو ما استنكرته الحكومات والشعوب العربية والغربية.

وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن الاستخبارات الأمريكية وهي الحليف الأول للاحتلال، تقدر أن القوات الإسرائيلية قتلت ما بين 20% إلى 30% من مقاتلي حماس، وهي حصيلة لا ترقى حتى الآن إلى هدف إسرائيل المتمثل في تدمير الجماعة، من وجهة نظر الـ CIA، بل تظهر قدرة المقاومة على الصمود بعد أشهر من الحرب التي دمرت قطاع غزة.

وبعد الحرب الجنونية على القطاع وما حل من الدمار والخراب، انقلب السحر على الساحر، ونشأ على أيدي الاحتلال جيل من المحاربين والمقاومين الجدد من أطفال غزة الذين كبروا قبل أوانهم، وعزموا على الثأر لأسرهم وذويهم، فلم يهابوا الموت ولم يفروا أو يفرطوا بحقهم في الأرض، وتجرعوا الشجاعة من رحم الألم، وغيروا قوانين الطفولة، وقدموا بطولات لا يستوعبها عقل بعد خروجهم من تحت الأنقاض، وأثبتوا أن الاحتلال لم يفشل فقط في القضاء على المقاومة، بل نجح دون أن يدرك في صناعة "جيل التحرير"، بقوتهم التي لا مثيل لها، وإدارتهم التي لا تضاهيها إرادة، ومنحوا أحرار العالم الأمل من وسط الألم.

الطفل الفلسطيني أحد شحاتة: بنظل نقاوم ونكسر خشمكم

محطمًا ما رسخت له جولدا مائير في عدوانهم على فلسطين: سيموت الكبار وينسى الصغار، معددًا أسماء الشهداء الذين راحوا على مر الأوقات، ومن أمام منزله الذي تحول إلى "كوم" من الرماد، وجه الطفل أحمد  شحاته من طولكرم، رسالته إلى قادة "إسرائيل"، بقوله: "خسرنا شهداء بييجي بعدهم شهداء، وبنظل نقاوم ونكسر خشمكم".

لم ينس الطفل، الجرائم المشينة التي ارتكبها الاحتلال بحق الأبرياء، كما لا يهم أن يصبح رقما ضمن تعداد الشهداء، معتبرًا نفسه ضمن الكبار رغم كونه في العاشرة من عمره، حيث يقول: "أنا بتمنى الشهادة آه، لكن مش ولاد صغار، الولاد الصغار شو ذنبهم"، ويؤكد على تمسكهم بالأرض، بقوله: "أنت عاوز تطلعنا من دارنا، مش راح تطلعنا، هي دي أرضنا وعرضنا ودرانا، لو شو ما بدك تعمل، بدل ربنا حامينا يبقى مفيش شيء يقدر يهزمنا" مختتمًا حديثه: "كله فدا فلسطين".

طفلة تتوعد نتنياهو: ليست النهاية والأجيال القادمة ستقضي عليكم 

لم تمنعها سنها الصغيرة، والتي لم تتجاوز العاشرة، وحديثها المتلعثم أحيانًا، من أن تبعث برسالتها لنتنياهو، فوقفت الطفلة التي خسرت ألعابها في الحرب، تتوعد إسرائيل وقادتها، بكلماتٍ سبقت عمرها بعقود، قائلةً: "لا نظن أنها النهاية.. سنقابل الجيل القادم والأجيال القادمة، لن تكون النهاية"، بيقين أن الله ناصرهم ومؤيدهم في حربهم تلك التي تحالفت قوى الشر في الأرض فيها مع عدوهم، كما تتابع، "معاهم بريطانيا وإيطاليا وقوات الأرض، ونحن معنا الله الجبار الملك القوي".

ورغم الدمار الذي حل بمنزلها والقصف الذي طال حيها بالكامل، إلا أن الطفلة تؤكد تمسكها في حقها بالعودة والأرض: هرجع وأبني خيمة كبيرة فوق الهدم والحجارة، وأقف في وش اليهود، وأرفع علم فلسطين وهنقضي على اليهود.

طفل يتوعد فلسطيني الاحتلال: أعددنا لكم أصنافًا من الموت ستجعلكم تلعنون أنفسكم

ملثم الوجه بكوفية فلسطينية لا يظهر من وجهه سوى عينان بنيتان، وزي مموه أشبه بزي المجاهدين، وقف الطفل الغزاوي صاحب الـ6 أعوام، أمام كاميرا الموبايل، متقمصًا دور أبو عبيدة، وكأنه يلعب، مرددًا بعضًا من كلماته التي تؤكد على إحياء المقاومة في نفوسهم: "فاحشدوا ما شئتم برًا وبحرًا وجوًا، لقد أعددنا لكم أصنافًا من الموت ستجعلكم تلعنون أنفسكم".

أطفال فلطسينيون من فوق ركام منزلهم: كله فدا المقاومة وفدا فلسطين

متمسكون بالأرض، غير متخليين عن القضية، لا يبالون بما حل بديارهم، جلس الطفلان الفلسطينيان على أنقاض منزلهما، الذي لم يتبقى منه شيء، وخطفه الاحتلال مع أسرتهم الذين استشهدوا في قصف إسرائيلي، جلسا حاملين أعلام بلادهما، مؤكدين على المكسب الجديد وهو إحياء القضية والمقاومة في نفوس النشء، "كله فدا المقاومة، وكلنا مع المقاومة".

طفل فلسطيني: ألف قذيفة من كلمة لا تساوي قذيفة واحدة من حديد

بوجه خُطفت منه ملامح الطفولة وبراءتها، وقف طفل لم يتجاوز عامه السادس، في أحد طرقات المستشفى، مرددًا كلمات متحدث كتائب القسام "أبو عبيدة"، معلنًا عن ولادة جيل جديد من المقاومة، بقوله: "اعلموا أن عدوكم لا يفهم إلا لغة واحدة، هي لغة الحرب والقتال والجهاد والسلاح، ألف قذيفة من كلمة لا تساوي قذيفة واحدة من حديد".

بضفيرتيها الصغيرتين، وبصلابة وشجاعة لا تقل عن الكبار، وقفت طفلة غزاوية أمام جنود وطولها يتخطى أرجلهم بالكاد، تشيح في وجوههم بعلم فلسطين، بينما هما يحملون بنادقهم، غير مبالية بأسلحتهم ومعداتهم، بينما تتراقص هي وشقيقتها على أنغام أغنية فلسطينية، تشير إلى استمرار المقاومة وحلم العودة.

تابع مواقعنا