الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

13 يومًا من عبثية إيران

الثلاثاء 13/أغسطس/2024 - 01:46 م

يا واش يا واش يا إسرائيل.. نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني يقول، فتؤكد إيران على ما بتنا نعرفه ونعرف أنه لن يجدي شيئًا لكنها تؤكده وتقول وتكرر سأضرب إسرائيل، وسأذيق نتنياهو الويل، لكن السؤال كيف؟، كيف لإيران أن تذيق إسرائيل الويل وهي غير قادرة على الرد لحفظ ماء الوجه منذ اغتيال قاسم سليماني في بغداد، أما كان الأول أن ترد لسليماني، أم الأولى أن ترد لهنية الفلسطيني السني غير الشيعي، أم أن إيران تقول إنها سترد لأنه قتل داخل أراضيها، فمحسن فخري زاده، العقل المفكر لبرنامجها النووي جرى اغتياله داخل إيران بطريقة هوليوودية أكثر من إسماعيل هنية، ولم ترد، واكتفت بجعجعة فارغة كعادتها تتحدث بلسان وتنظر إلى أمريكا بعين أخرى، علها تحاسبها على ما تقوله فتدمرها، وتقضي على ما تبقى من نظام هش أوهن من بيت العنكبوت، لكن صوته جميل ومسموع إقليمًا عبر راية فزاعة إسرائيل.

عزيزي العربي الخائف على دخول المنطقة في حرب إقليمية لا بد أن تعلم أن إيران وإسرائيل كل منهما فزاعة الأخر للبقاء في المنطقة، كل منهما يظهر الذعر من الآخر، وكل منهما يعلم أن ماما أمريكا تدير العلاقة والتوتر صعودًا هبوطًا بينهما، وكل منهما يعلم أيضًا أن أكثر ما يثير الذعر في قلب إسرائيل هم نحن العرب؛ لذلك تفزعنا دائمًا بسلاح إيران النووي، وأكثر ما يثير الذعر في إيران هم العرب وتقاربهم من بعضهم البعض أيضًا، لذلك تفزعنا بإسرائيل وضياع القدس والأقصى، فماذا قدمت إيران للأقصى؟ وماذا قدمت إسرائيل للعرب في وجه إيران؟ لا شيء سوى مزيد من الخوف والقلق، ومزيد من النفوذ الأمريكي لهندسة العلاقة فيما بينهما على أراض العرب وأجسادهم وأوقات كثر بأموال العرب أيضًا.

إيران تخشى أكثر ما تخشاه من رد فعل أمريكي غاضب حال خروج الرد السينمائي المرتقب في نسخته الثانية عن المألوف للبيت الأبيض، فهي تخشى تدمير برنامجها النووي (فزاعتها العالمية للبقاء محط أنظار المنطقة والعالم)، وتخشى أيضًا انهيار نظام ولاية الفقيه الهش اقتصاديًا، بسبب العقوبات الأمريكية ذاتها، لكنها مطالبة بالرد للحفاظ على ما اكتسبته من قبول إقليمي خلال السنوات الماضية، وللحفاظ على ماء الوجه الملطخ بتهم الخيانة الدائمة، لاستمرار سلسلة اغتيالات إسرائيل التي كان آخرها إسماعيل هنية في أحضان القصر الجمهوري الإيراني، فهي تريد الرد لكنها تخشى ضياع كل أحلامها إذا جاء الرد بما لا تشتهي به السفن الأمريكية الرابضة في الخليج والمحيط والبحر المتوسط محملة بالطائرات والصواريخ، لتدمير عمامة المرشد إذا جاء رده قاسٍ على الولاية الأمريكية في الشرق الأوسط، أجل أعني إسرائيل، فهي كذلك.

لكن ما الحل؟ وكيف الحل؟.. في المصاعب الإسرائيلية دائمًا يكون البحث عن أمريكا لتجد مخرجًا لتل أبيب، وهذا هو الحال حاليًا، أمريكا تبحث عن مخرج من خلال تقديم عروض لإيران بإمكانية العودة للاتفاق النووي ورفع الكثير من العقوبات الاقتصادية لانعاش اقتصاد المرشد، وتطالب إيران بتأخير الرد علها؛ لتتمكن من التوصل إلى تقدم إيجابي، وإن كان هدنة جزئية تقول من خلالها لطهران لا تردوا فحماس توافقت مع إسرائيل ولم يعد للرد قيمة، ومن ناحية أخرى تريد إدارة الرئيس بايدن، الذي يقترب من انتهاء ولايته وصلاحيته الجسمانية أيضًا، من إيران وإسرائيل تأخير اندلاع حرب لحين إتمام الانتخابات الأمريكية، وجعل الحرب قنبلة موقوتة في وجه ترامب، المحب لتل أبيب والكاره لطهران، عزيزي العربي كلاهما يبحث عن مصالحه على دماء هنية العربي الفلسطيني، دون النظر إلى اتفاقي أو اختلافي بصفتي مصريًا مع مواقفه وأفعاله، فهو عربي، وهم فرس وإسرائيليون وأمريكان.

فنحن نخشى الحرب لأنها تعني الدماء وتدمير الاقتصادات وجوعى هنا وهناك، وتفاقم المشكلات الاقتصادية المتفاقمة أصلا بالمنطقة، وربما بل من المؤكد أنها ستجر العديد من الدول العربية إليها ربما أولها الدول التي تشهد وجودًا لأذرع إيران، تتبعها دول أخرى، الفائز فيها نتنياهو باستمرار بقائه في السلطة لحين، والخاسر عسكريًا المرشد الإيراني، والقتيل عربي خائف مدمر.

تابع مواقعنا