5 دروس مستفادة من قصص الأنبياء للأطفال.. قصة سيدنا هود وحكاية قوم عاد
تبحث العديد من الأمهات عن قصص الأنبياء للأطفال، لتكون من القصص المفيدة لهم والتي تقدم لهم حكم وعِبر تنفعهم في الدنيا والآخرة، ومن هذه القصص، قصة سيدنا هود عليه السلام الذي أرسله الله عز وجل لقوم عاد، وفي هذه القصة المزيد من الدروس المستفادة التي نوضحها، مع رصد قصة سيدنا هود بطريقة مبسطة يستوعبها الأطفال.
قصص الأنبياء للأطفال
تتكون قصص الأنبياء للأطفال من سلسلة قصصية مترابطة بعدد الأنبياء، وبدأناها لكم بـ قصة سيدنا آدم أبو البشر، وقصة سيدنا نوح، وقصة سيدنا إدريس عليهم السلام جميعا، وفي هذا التقرير نرصد قصة سيدنا هود وحكاية قوم عاد.
قصة سيدنا هود
عاش نبي الله نوح عليه السلام بعد الطوفان قليلا، وتكاثر الخلق وتفرقوا في البلاد واختار كل جماعة مكانا يسكنون فيه، وهناك بين عُمان وحضرموت، اختار عاد هذه البقعة وكانت تسمى بالأحقاف، وهي جبال الرمل باليمن، وكانت مطلة على البحر، وسكن فيها عاد وأولاده، وكانت أجسادهم طويلة وعظيمة، وبنى هو وأولاده مدينة عظيمة ذات أعمدة ضخمة سموها إرم.
إرم مدينة لم يخلق مثلها في البلاد، فكانت بلادهم بلاد بساتين وزروع وحضارة، وكانت عقولهم قوية مفكرة، فجمعوا بين القوة والعلم، وبدلا من أن يشكروا الله على هذه النعم، كفروا بالله تعالى، وأفسدوا في الأرض، وعبدوا ثلاثة أصنام من دون الله عز وجل، وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان الذي تحدثا عنه في قصة سيدنا نوح.
عناد قوم عاد
بعث الله في عاد أخاهم هودا، وكان عظيم الجسد قويا مثلهم، وكان من أوسطهم نسبا، وأكرمهم بيتا، فدعاهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، ونهاهم عن الظلم والبطش والطغيان، فقالوا: من أشد منا قوة، ونسوا أن الله تعالى الذي خلقهم هو أشد منهم قوة، وقالوا لسيدنا هود عليه السلام: إنا لنراك في سفاهة، وضعف عقل، وإنا لنظنك من الكاذبين.
فقال لهم هود: يا قوم ليس بي سفاهة، وكيف أكون كذلك وأنا رسول رب العالمين، جئتكم لأبلغكم ما كلفت به من رسالات ربي، وأنا لكم ناصح في دعوتي، أمين على تبليغ الرسالة، وبدأ هود عليه السلام يذكرهم بنعم الله تعالى عليهم، ويخوفهم من عذاب الله وغضبه، وبما حدث لقوم نوح من قبل، فقال: واذكروا إذ جعلكم خلفاء قوم نوح، وجعلكم ورثته وزادكم بسطة في أجسامكم وقوة في أبدانكم، فتذكروا آلاء الله واشكروه واعبدوه وحده لعلكم تفلحون.
حاول سيدنا هود عليه السلام معهم كثيرا، فأمرهم بعبادة الله وحده وترك الأصنام والأوثان، ولكنهم قالوا: يا هود ما جئتنا بحجة قوية تدل على إنك رسول من الله، وما نحن بتاركي آلهتنا التي نعبدها، وما نحن لك بمؤمنين ومصدقين برسالتك، وهكذا تحدوا هودا عليه السلام، وطلبوا منه نزول العذاب فقالوا: فآتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين في دعواك، وكان هذا منتهى التحدي والغرور.
بداية العذاب لقوم عاد
ظل قوم هود على هذا الحال، ودام عنادهم حتى حقت عليهم الكلمة وحل بهم ما استعجلوه وأنكروه، فأمسكت السماء عن المطر وجفت الضروع واجدبت الأرض ثلاث سنوات كاملة، حتى أوشكوا على الهلاك ولم يؤمنوا وظلوا على عنادهم، فأرسلوا وفدا إلى الحرم ليطلبوا المطر من الله، فقام زعيم القوم، فدعا الله فرأى ثلاث سحابات بيضاء وحمراء وسوداء، ونادى منادى في السماء اختر لقومك سحابة، ومن جهله اختار السحابة السوداء ظنا منه أن فيها الخير والمطر الكثير.
وساق الله تعالى هذه السحابة إلى مدينة إرم، وظن قوم عاد أن هذه السحابة فيها المطر وقالوا: هذا عارض ممطر، وأوحي إلى هود عليه السلام، أن هذا هو العذاب فقال: بل هو ما استعجلتم به، ريح فيه عذاب مؤلم للغاية، وخرجت ريح شديدة من هذه السحابة، أنها ريح عقيم، أي ريح لا مطر فيها، لقد خرجت الريح من السحابة على هيئة الحلقة وهي الريح الصرصر، لتصبح عذابا أليما تدمر كل شيئا أتت عليه وتهلكه بإذن ربها وأمره.
هلاك قوم عاد بالريح
واستمرت هذه الريح 7 ليال وثمانية أيام متواصلة ومتتابعة، لا خير فيها فترى القوم بعدها صرعا كأنهم أعجاز نخل خاوية، فأصبحوا بعد هذا لا يرى من آثارهم إلا مساكنهم، وكان الرجل إذا اختبئ في كهف من الكهوف تخرج الريح ورائه، فتدخل إلى الكهف فتقتله، وراحت هذه الريح تدمر البيوت بأمر ربها، ومات كل الكفار فصاروا جميعا مثل جذوع النخل بلا رؤوس.
أما هود عليه السلام فقد أمره الله تعالى أن يدخل إلى حظيرة، هو ومن معه من المؤمنين فكانت الريح إذا دخلت عليهم تلين جلودهم ويفرحون بها، وبعد هلاك عاد خرج هود ومن آمن معه ليعيشوا بعد ذلك عمرا طويلا ثم مات هود عليه السلام ودفن في حضرموت.
فوائد قصة هود عليه السلام
- عدم الاغترار بالقوة التي يمنحها الله للإنسان.
- شكر الله على نعمة الصحة والعافية يكون بتسخيرها في طاعة الله ومرضاته.
- عدم الدعاء على النفس بالعذاب.
- الله يحفظ عباده المؤمنين وينجيهم من كيد الكافرين.
- الشرك سبب شقاء الإنسان في الدنيا والآخرة.