كيف يمكن للتغيرات المناخية التسبب في الإصابة بـ الخرف؟.. دراسة توضح
كشفت دراسة حديثة عن التأثير المباشر للتغيرات المناخية الناتجة على الصحة العقلية، حيث أظهرت أن تلوث حرائق الغابات يزيد من خطر الإصابة بـ الخرف بنسبة تصل إلى 18%، حيث شهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في حرائق الغابات خلال العقود الأخيرة، نتيجة التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، وبينما تُعد هذه الكوارث البيئية مصدر قلق عالمي.
خطر الخرف وتلوث حرائق الغابات
ووفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة بنسلفانيا وكايزر بيرمانينتي، فإن الأشخاص الذين تعرضوا لتلوث حرائق الغابات لمدة 3 سنوات في كاليفورنيا، بين عامي 2008 و2019، واجهوا خطرًا أعلى للإصابة بالخرف مقارنةً بمن تعرضوا للتلوث الناتج عن السيارات أو المصانع، الذي يزيد الخطر بنسبة 1% فقط.
وتأتي هذه النتائج بعد تحليل السجلات الطبية لـ 1.2 مليون شخص في مناطق شهدت 90،157 حريق غابات خلال تلك الفترة، ووجد الباحثون أن نحو 81،000 شخص تم تشخيصهم بالخرف، مما يعكس علاقة واضحة بين التلوث الناتج عن الحرائق وتدهور صحة الدماغ.
كيف تؤثر الجسيمات الدقيقة على صحة الدماغ؟
تُعد الجسيمات الدقيقة أحد العوامل البيئية المرتبطة بالخرف، حيث يمكنها اختراق الرئتين والدخول إلى مجرى الدم، ومنه إلى الدماغ، وتحتوي هذه الجسيمات، الناتجة عن حرق الخشب والمركبات العضوية، على مواد سامة مثل أول أكسيد الكربون والفورمالديهايد، مما يعزز إنتاج جزيئات ضارة تؤدي إلى تلف خلايا الدماغ وزيادة خطر الالتهابات.
تزايد الحالات مع تفاقم الحرائق
كما تشير التوقعات إلى أن عدد مرضى الخرف في الولايات المتحدة قد يرتفع من 7 ملايين شخص في عام 2020 إلى 12 مليونًا بحلول 2040، ومع زيادة مساحة الأراضي المتضررة من حرائق الغابات بنسبة 5.4% سنويًا، يتوقع الباحثون أن يزداد تأثير هذه الكوارث على الصحة العقلية.
وحثت الدراسة على اتخاذ خطوات لتخفيف التلوث الناجم عن حرائق الغابات، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأقليات والمجتمعات الفقيرة، مؤكدًا أهمية تنفيذ تدخلات صحية تهدف إلى تقليل التعرض للجسيمات الدقيقة وتحسين المساواة الصحية.
ثم أظهرت النتائج ضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول تأثير تلوث الهواء على الفئات السكانية المختلفة، مع التركيز على تطوير استراتيجيات تقلل من أضرار حرائق الغابات.