الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مدير مركز الاستشعار عن بُعد: السواحل الشمالية الأكثر تأثرًا بتغير المناخ.. والأسوأ ينتظر العالم في هذه الحالة | حوار

الدكتورة إيمان شاكر-
أخبار
الدكتورة إيمان شاكر- مديرة مركز الاستشعار عن بعد
السبت 11/سبتمبر/2021 - 08:15 م

تحدثت الدكتورة إيمان شاكر مديرة مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد، عن أحدث الدراسات التي أجرتها الهيئة، وحالة طقس مصر حتى عام 2100 حيث تزيد وتتكرر الموجات الحارة، كما تتعرض بعض المناطق إلى هطول أمطار غزيرة، بينما ستتعرض مناطق أخرى للجفاف نتيجة ندرة المياه.

إيمان قالت في حوار مع القاهرة 24، إنّ التغيرات المناخية أثرت بشكل مباشر على مصر من خلال ارتفاع درجات الحرارة وتكرار نوبات الطقس الجامحة.

أضافت المسؤولة بالأرصاد أن الهيئة تقدم خدمات للملاحة البحرية والبرية والجوية أيضًا، وتملك 129 وحدة لرصد حالة الطقس ومتابعته كل 5 دقائق.

 

إلى نص الحوار…..

حديثنا عن الدراسة الأخيرة للهيئة للتنبؤ بمتوسط درجات الحرارة في شهر سبتمبر؟

بدأت الهيئة العامة للأرصاد الجوية إصدار تقارير شهرية لمقارنة متوسطات درجات الحرارة، والبداية كانت من شهر أغسطس حيث تمّت مقارنة درجات الحرارة بالخمسة أعوام الماضية، وخلصنا إلى أن صيف عام 2021 هو الأشد والأكثر حرارة بفارق نحو 3: 4 درجات مئوية.

أمّا بالنسبة لشهر سبتمبر، فهي آخر دراسة أصدرتها الهيئة، وهي عبارة عن دراسة مناخية من قاعدة البيانات التي تمتلكها الهيئة، حيث بدأت الهيئة عملها عام 1829 وتملك قاعدة بيانات هائلة، وتمّت مقارنة متوسط درجات الحرارة في آخر خمسة أعوام أيضًا.

خلصت نتائج الدراسة إلى أنّ شهر سبتمبر لعام 2021 سيكون مشابهًا لنفس الشهر في الأعوام الخمسة الماضية، لكن متوسطات درجات الحرارة خلال الأعوام من 2016 حتى 2021 أعلى من المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام بنحو 2: 5 درجات، وهو ما يتوافق والتغيرات المناخية العالمية وكذلك التقارير التي أصدرتها المنظمة الدولية للتغيرات المناخية IPCC، حيث أشارت إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة على معظم أنحاء العالم، وتأثّرت به مصر حيث وصلت درجة الحرارة العظمى على القاهرة في أغسطس الماضي 43 درجة مئوية.

كما أن هناك بعض الدول المجاورة من الشرق الأوسط وجنوب أوروبا سجّلت درجات حرارة غير مسبوقة، بينها العراق التي وصلت إلى 52 درجة، واليونان 49 درجة، وهذه المعدلات لم يشهدها العالم من قبل.

الدراسة أظهرت أنّ شهر سبتمبر هذا العام سيشهد هطول أمطار على بعض المناطق وهو ما حدث بالفعل خلال الأيام الماضية، لا سيّما على السواحل الشمالية للبلاد.

إلى أي مدى تأثر مناخ مصر بالتغيرات المناخية العالمية؟

التغيرات المناخية أثّرت على مصر بشكل كبير في اتجاهين، الأول هو ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، والثاني هو زيادة الموجات الحارة وتكرارها والعواصف الترابية، وهو ما يميز التغيرات المناخية حيث تؤدي إلى زيادة نوبات الطقس الجامحة، وهو المسمى التي اتفقت عليه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ويعني تكرار نوبات الطقس الجامحة بمعدل تكرار أكبر، وشدة هذه النوبات أصبحت أشد عن ذي قبل، حيث زادت كميات الأمطار خلال العشر سنوات الماضية عن المعتاد.

كان  لمدينة الإسكندرية على وجه التحديد النصيب الأكبر حيث شهدت خلال الأعوام 2015  و2019 و2020 و2021 كميات غزيرة من الأمطار واستمرارها أيامًا متواصلة لم تشهدها في السنوات السابقة عليها، مثل حالة 12 مارس عام 2020 التي تعتبر من أشد حالات عدم استقرار الحالة الجوية التي شهدتها مصر منذ سيول عام 1994، وكل هذا بفعل التغيرات المناخية التي أثرت على مناخ البلاد بشكل كبير.

ما هي أكثر المناطق تأثرًا بالتغيرات المناخية في مصر؟

السواحل الشمالية هي أكثر المناطق التي تأثرت بعوامل التغيرات المناخية، حيث شهدت كميات غزيرة من الأمطار، وكذلك تعرضت سيناء لأمطار غزيرة وسيول، وتصدر الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيرًا كل عام من كميات الأمطار التي تصل أحيانًا إلى حد السيول على مناطق سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر، نظرًا للطبيعة الجبلية لهذه المناطق.

الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لهذه المناطق، وأنشأت خلال الأعوام الماضية عددًا كبيرًا من مخرات السيول بها، لتجميعها والاستفادة منها في أعمال الري والزراعة أو الشرب.

كما أنّ منطقة القاهرة الكبرى تأثّرت هي الأخرى بظاهرة التغير المناخي، وبالتحديد مدينة القاهرة الجديدة وشرق القاهرة، حيث زادت كميات الأمطار التي سقطت عليها، وكذلك تأثرت بشدة ارتفاع درجات الحرارة.

حديثنا عن أحدث الدراسات طويلة المدى التي تتنبأ بطقس مصر حتى عام 2100؟

التنبؤ بحالة الطقس له ثلاثة أنواع: قصير المدى ومتوسط المدى وبعيد المدى.. النوع الأول فيكون بين 3: 10 أيام بحد أقصى ويظهر في النشرات والتوقعات التي تصدرها الهيئة يوميًّا، أمّا التنبؤ متوسط المدى هو عبارة عن توقعات الحالة الجوية لكل فصل على حدة ويستمر لثلاثة أشهر، والنوع الأخير طويل المدى ويكون لفترات أو عقود طويلة.

والتنبؤ طويل المدى يصدر من خلال الإدارة المركزية للبحث العلمي بالهيئة، ولا تُنشر لعامة المواطنين وإنما تطلع عليها الجهات المعنية لاتخاذ قرارات وإجراءات تناسب الحالة الجوية المتوقعة.

هذه الإدارة أجرت دراسة طويلة المدى للتنبؤ بحالة الجو حتى عام 2100 ميلاديًا، ويتم إرسالها وتداولها مع الجهات الرسمية، وتصدر الهيئة توقعاتها لكميات الأمطار وعدد الموجات الحارة والأماكن المعرضة للجفاف في البلاد، ومثل هذه الدراسات تقوم على أساس علمي دقيق للغاية وطبقًا لسيناريوهات مختلفة، وتعتمد على النماذج التي تستخدمها المنظمة الدولية للتغيرات المناخية.

جاءت أبرز نتائج هذه الدراسة أنّ عدد الموجات الحارة التي ستضرب البلاد مستقبلًا يشهد زيادة وتكرارًا وذلك في حالة استمرت زيادة معدل انبعاث الملوثات عالميًّا وليس فقط في مصر، وكذلك تعرض بعض المناطق إلى سقوط أمطار بشكل متزايد، إلى جانب جفاف وندرة المياه لبعض المناطق الأخرى.   

كيف يمكن التنبؤ بالكوارث الطبيعية أو سوء الأحوال الجوية وهل من الممكن إنقاذ الدول؟

لا شك أنّ التنبؤ بالكوارث الطبيعية من أهم العناصر التي تهتم بها كل دول العالم حاليًا وبخاصة مع التغيرات المناخية التي فرضت واقعًا مريرًا على معظم دول العالم، بما في ذلك كبرى دول العالم التي لم تستطع السيطرة على التغيرات المناخية.

مثلًا تابعنا إعصار إيدا الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية حيث تمّ إجلاء ولايات وآلاف من السكان، وشدة عنف التغيرات المناخية والموجات الحادة لا يمكن إيقافها لذلك سُميت بنوبات الطقس الجامحة.

الهيئة العامة للأرصاد الجوية أنشأت في عام 1829 ومستمرة حتى الآن في التنبؤات الجوية، وتم استحداث وحدة للإنذار المبكر بمخاطر الطقس، ونصدر تنبؤات جوية قبل حدوث الحالة بفترة كافية حتى يمكن للجهات المعنية أن تستعد، فمثلًا حالة 12 مارس عام 2020 التي شهدت سقوط كميات غزيرة من الأمطار أثرت على معظم المحافظات، وتم رصد الحالة قبل حدوثها بعشرة أيام والتنبؤ بها، وأصدرت الهيئة بيانًا تحذيريًا وعقد مؤتمر صحفي بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وكان يتابع الحالة لحظة بلحظة في غرفة العمليات المقامة بهيئة الأرصاد، وكذلك يتم عمل بلقاء بالفيديو كونفرانس مع غرفة دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء وإرسال الإنذارات والتحذيرات أولًا بأول لكل المحافظات وقطاعات الدولة التي تتأثر بسوء الأحوال الجوية.

كلما كان التنبؤ صادقًا ودقيقًا يؤدي إلى استعداد أفضل واتخاذ قرارات في محلها مثلما حدث في حالة 12 مارس 2020 حيث أصدر مجلس الوزراء قرارًا باعتبار ذلك اليوم عطلة رسمية لسوء الأحوال الجوية، وهو ما قلّل الخسائر في الأرواح والممتلكات عما كان في السابق.

حاليًا، تمتلك الهيئة نماذج من التنبؤات العددية وصور أقمار صناعية نتابع من خلالها حالة الطقس كل خمس دقائق وهو تقدم كبير في أجهزة الرصد والاستشعار عن بُعد، ونتمكن من خلالها متابعة الحالة حيث تمّ تركيب ثلاثة أجهزة رادار لأول مرة في مصر ومتابعة حالة السحب في الغلاف الجوي وكميات الأمطار عن طريقها.

دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية جميع الدول إلى بذل المزيد من الجهود لوقف الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، فكيف يمكن تنفيذ هذا؟

المنظمة الدولية للتغيرات المناخية أصدرت أحدث تقاريرها في شهر أغسطس الماضي، وأكّدت فيه أنّه كان من المتوقع زيادة حرارة الغلاف الجوي 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، لكن مع زيادة الملوثات الموجودة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض واستخدام الوقود الأحفوري أدّت إلى ارتفاع درجات الحرارة فأصبح من المنتظر ارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية في عام 2030، وهو ما يعني زيادة التغيرات المناخية بشكل سريع.

لم تلتزم الدول بما نصّت عليه اتفاقية باريس للمناخ الموقّعة عام 2015 فيما يخص تقليل استخدام الوقود الأحفوري، كما أنّه لا بد من استغناء عن زيادة المساحات الزراعية والخضراء حتى تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء، وهناك سيناريوهات عديدة للتغيرات المناخية.. إذا استمرت زيادة انبعاث هذه الملوثات يعني أن الأسوأ هو المنتظر للعالم أجمع، فالحرائق التي شهدتها بعض البلاد خلال الشهر الماضي من المتوقع أن تزيد في حالة زيادة الملوثات أيضًا، لذا لا بد أن تنفذ جميع الدول اتفاقية باريس للمناخ.

كيف تتم عملية التنبؤ بدرجات الحرارة والحالة الجوية؟

علم الأرصاد الجوية من أصعب العلوم، وعملية التنبؤ بالحالة الجوية ودرجات الحرارة وكميات الأمطار عملية معقدة للغاية، وتمتلك هيئة الأرصاد 129 محطة للأرصاد الجوية في مختلف أنحاء البلاد وهذه المحطات ترصد عناصر الطقس السبعة كل ساعة، وهو ما يعني أن لدينا رصدة واقعية لحالة الطقس كل ساعة و24 رصدة على مدار اليوم.

ويتم تجميع كل هذه الرصدات يوميًّا في مقر الهيئة العامة للأرصاد الجوية ويتم توقيعها على خرائط ويقوم المتنبئ الجوي بتحليلها وهي عبارة عن أرقام ويرسم خطوط تفصل بين الكتل الهوائية ما بين مرتفعات جوية ومنخفضات جوية، وكل كتلة لها خصائص فعلى سبيل المثال تأثرت البلاد بكتلة هوائية قادمة من مرتفع جوي من جنوب أوروبا فيعني أن الطقس القادم سيكون لطيف وتنخفض درجات الحرارة، أما لو أثرت على البلاد كتلة هوائية قادمة من شبه الجزيرة العربية فيعني أن الطقس سوف يأخذ صفات هذه الكتلة وترتفع درجات الحرارة ونسب الرطوبة.

بينما لو كانت الكتلة الهوائية التي تضرب البلاد رطبة فيعني أننا سنشهد تكون سحب وفرص سقوط أمطار، أما إذا كانت جافة مع سرعات رياح قد يؤدي إلى عواصف ترابية.

التنبؤات الجوية شهدت تقدمًا كبيرًا، والهيئة تملك أحدث أنظمة الرصد والتنبؤ عالميًّا، منها النماذج العددية للتنبؤ وهي عبارة عن معادلات رياضية ونرسم خرائط مستقبلية للأيام المقبلة سواء 10 أو 15 يومًا مقبلًا، وخرائط الضغط الجوي والأمطار والرياح ودرجات الحرارة، ومن خلال دراستها يتم التنبؤ بحالة الطقس، وكذا استخدام صور الأقمار الصناعية والتي نرصد من خلالها حركة الغلاف الجوي، والسحب وتيارات الهواء النفاثة وتستخدم في عمليات الطيران، فالهيئة مسؤولة عن تأمين سلامة الملاحة البرية والجوية والبحرية، وفي النهاية يتم إصدار النشرة الجوية أو درجات الحرارة.

ما هي الخدمات الأخرى التي تقدمها هيئة الأرصاد الجوية بعيدًا عن التنبؤ بالحالة الجوية؟

الهيئة لديها إدارات متنوعة منها إدارة البحث العلمي، وهي المسؤولة عن إصدار البحوث والتقارير وتساهم بقدر كبير في المؤتمرات التي تعقدها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وإدارة بحوث الأوزون وإدارة بحوث الإشعاع الشمسي بالإضافة إلى وحدة بحوث نسبة الملوثات الموجودة في الهواء، كذلك إجراء الدراسات المناخية لكل المناطق، فمثلًا عند إنشاء مدينة سكنية جديدة يتم عمل دراسات مناخية من خلال قاعدة البيانات التي تملكها الهيئة، يمكن تحديد الظواهر التي قد تتعرض لها هذه المدينة في المستقبل، ومثلًا كانت تقام بعض المدن في مناطق مخرات السيول ومن الضروري وجود الدراسات المناخية لتحديد المشاكل المتوقعة لها.

كما تقدم الهيئة العامة للأرصاد الجوية خدمات تدريبية من خلال المركز الإقليمي للتدريب وهو مركز معتمد من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومنوط به تدريب الدول الإفريقية والعربية.

كيف سيكون طقس خريف عام 2021؟

يبدأ فصل الخريف في 22 سبتمبر الجاري، ويعتبر ربيع مصر حيث تتحسن فيه الأحوال الجوية، وتنخفض به درجات الحرارة، وتؤثر عليه كتلتان هما المرتفع الجوي الأزوري، وفي حالة وجوده تنعم البلاد بطقس مستقر وانخفاض في درجات الحرارة، أمّا الكتلة الثانية فهي منخفض السودان الذي يسبب امتداده تكون سحب تؤدي إلى سقوط أمطار خاصة على سلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء، وتكون السيول في بعض الأحيان.

كما يتخلّّل فصل الخريف موجات من عدم حالات استقرار الطقس أحيانًا سواء التعرض لمنخفضات جوية في طبقات الجو العليا وبالتالي هطول الأمطار والسيول على بعض المناطق التي تصل إلى القاهرة والوجه البحري، رغم أنه أفضل الفصول وأكثرهم اعتدالًا في مصر.

من المتوقع في خريف عام 2021 أن ترتفع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعة بقيم تصل إلى خمس درجات، أمّا كميات الأمطار لن تختلف كثيرًا عن الأعوام الماضية، على أن يبدأ في 22 سبتمبر ويستمر مدة ثلاثة أشهر.

تابع مواقعنا