دار بولندية تعرض كتابا ذهبيا.. وجلال برجس الفائز بالبوكر ضيفا بالشارقة للكتاب
تسمر فعاليات الشارقة للكتاب، المقام حاليا، حتى 13 نوفمبر المقبل، حيث حدثت العديد من الفعاليات المهمة اليوم، ومنها ظهور الشاعر والروائي الأردني جلال برجس، الذي فازت روايته دفاتر الوراق، بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2021، والدكتورة مريم الهاشمي، أستاذة الأدب والنقد واللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا، في جلسة بعنوان «تنظير معاصر».
وخلال حديثه أكد برجس والهاشمي أن الممارسة النقدية العربية قاصرة على أروقة الجامعات والنخب الأكاديمية، والدراسات البحثية، وأنها صعبة الوصول إلى القارئ العادي، مشيرا إلى أن حالة الفراغ النقدي التي يمر بها الوطن العربي خلقت قراءً ناقدين، وهو جانب صحي نوعًا ما، إلا أنه لم يصل إلى تلك السوية التي تتطلع إليها الساحة النقدية العربية في مجال الأدب عمومًا والرواية على وجه الخصوص.
وأضاف جلال برجس أن النقد يمر بمرحلة سكون وصمت كبيرين، ويحتاج أن يتجاوز مرحلة النقد العاطفي إلى نقد أدبي مدروس، ومع ذلك فإن حالة الانفجار الروائي التي يمر بها الوطن العربي هي حالة إيجابية، ولا بد أن تفرز الغث من السمين.
كما أشار برجس إلى أن الأدب العربي يمر بمرحلة نقدية الأولوية فيها لمنتج النص، وعلى النقد أن يواكب عملية إنتاج النص لتقويمه، كي نصل إلى مرحلة نقدية قادرة على إحداث التغيير. وقال: لا أنصح القارئ العادي بقراءة النقد الأكاديمي، بل المطلوب منه أن يعمل ذائقته في اختيار الأعمال كي لا يتيه في عوالم النقاد الخفية.
من جهتها، أكدت الدكتورة مريم الهاشمي أن تناول موضوع النقد في أروقة المحافل الثقافية كمعرض الشارقة الدولي للكتاب أمر يدعو إلى التفاؤل بالوصول إلى حالة نقدية متقدمة وأكثر تأثيرًا، وأشارت بالمقابل إلى أن مفهوم النقد ما يزال مفهوما ضبابيا في المجتمعات الثقافية، ولا يمكن أن يتم طرح أي عملية نقدية على الساحة من غير تنظير؛ فهو الأساس في العملية النقدية، ثم يأتي التطبيق والممارسة، التي يجب أن تكون ممارسة منتجة غير مكررة.
وقالت الدكتور مريم إن الإشكال يكمن في الممارسات النقدية لا في التنظير نفسه، فتطبيق الممارسات النقدية الغربية على الأعمال الأدبية العربية المولودة من رحم ثقافة وتراث وفكر وحضارة مختلفة عن نظيرتها في الغرب هو خطأ في المنهج النقدي؛ لأن الأدب يختلف بين هنا وهناك.
كتب نادرة ومخطوطات بالملايين في الشارقة 2021
جدير بالذكر أن هذه الدورة من معرض الشارقة للكتاب، تأتي بشكل وتنظيم استثنائي وخاص، حيث تتمتع بالعديد من الأشياء، التي جعلت من الشارقة للكتاب، الحدث الأكبر في العالم 2021، ومنها مشاركة العديد من دور النشر الكبيرة، بمخطوطات نادرة، تصل إلى ملايين الدولارات، ومن بينها دار مانوسكربتم البولندية للنشر، التي تضع في صدارة معروضات جناحها مخطوطة نادرة للرحالة البولندي الكونت فاتسواف سيفيرين جفوسكي، التي تحفل بوصوف دقيقة للخيول العربية وسلالاتها وحياة البدو في الجزيرة العربية.
يفتح الكتاب المُذهب، شارحًا بعض رسوماته الدقيقة، مشيرًا إلى مشاهد بدوية مرسومة بعناية وثقتها ريشة هذا الرحالة البولندي الذي قاد رحلة بين عامي 1817 و1819م، إلى الجزيرة العربية، بدأت بالمرور بتركيا، وكانت مهمّته شراء خيول لإعادة تأهيل مرابِض خيول ملكية لصالح الدولة العثمانيّة ولقيصر روسيا.
ويستهدف هذا المجلد المغلف بغلاف ذهبي بالكامل بذهب عيار 24، تقديم مختصر عملي للنسخة الأصلية، والاحتفاء بالمخطوطة الأصلية التي تُعد من الكنوز المعرفية في التراث البولندي عن الحصان العربي والعادات في البادية العربية.