بول كلي.. لماذا لم يحصل على الجنسية السويسرية إلا بعد وفاته؟

تمر اليوم ذكرى ميلاد الرسام العالمي بول كلي، ابن الموسيقار الألماني فانز فيلهلم، المولود في 18 ديسمبر 1879، ويعد أحد أشهر الرسامين الألمان والسويسريين.

ولد بول كلي في والتزهاوزن، وكان الثاني لوالده هانز فليلهم، وكانت والدتُه المغنيةَ السويسرية إبدا ماري كلي، التحق بعد ذلك بمعهد شتوتغارت للغناء والموسيقى، وهناك تعلم الموسيقى، حتى صار بعد ذلك مدرسًا للموسيقى في مدرسة برن الحكومية في هوفيل إلى عام 1931.

رحل بول كلي عن عالمنا في سويسرا، في 29 يونيو 1940، مخلفا 9000 عمل فني، ولم يحصل على الجنسية السويسرية أبدا، رغم ميلاده في سويسرا، إلا أن السلطات كانت تعتبر فنه منحطا، وبعد وفاته بـ 6 أيام، أعطوه الجنسية السويسرية.

كان بول كلي ينظر إلى الموسيقى باعتبارها لا تتطور، وذلك يرجع إلى ميل الموسيقيين إلى القرنين الثامن والتاسع عشر في الموسيقى، وكانت شخصيته تواقة لاستكشاف الأفكار والأنماط المتعددة، ووجد ذلك في الرسم.

كانت بداية دراسته للرسم عام 1898، بعد التحاقه بأكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ، وكان فيها فرانز فون، وبرع هناك في الرسم، لكنه كان يفتقر بعض الشيء للإحساس بالألوان، ويقول في مذكراته عن تلك الفترة، أدركت أنني ربما لن أتعلم الرسم أبدا، وخلال تلك الأوقات كان يمضي الكثير من الوقت في شرب الكحول وقضاء الليالي مع النساء.

تخرج في الأكاديمية وحصل على شهادة في الفنون الجميلة، وسافر مباشرة إلى إيطاليا عام 1901، وظل حتى مايو 1902، مكث هناك في روما وفلورنسا ونابولي، حيث أمضى الوقت في دراسة الرسامين البارزين، وبعد عودته إلى برن، أخذ يطور بعض تقنياته، فكان يرسم بإبرة على لوح زجاج أسود، وأنتج بتلك الطريقة 57 عملا فنيا، وأتم 11 عملا من ألواح الزنك، سماها اختراعات، وهي أول أعماله التي يتم عرضها أمام الناس.

عقوبات رادعة وضرائب باهظة.. العزوبية بين ميزان المجتمعات وسلوك رجال الدين

هل كان عبقري الموسيقى بيتهوفين أسمر البشرة ومن أصول إفريقية؟

معاناة بول كلي مع المرض

شارك بول كلي في الحرب العالمية الأولى، وخلال فترة وجوده في الحرب، كان يرسم بشكل مستمر، وعرض العديد من الأعمال في عدة معارض، وبحلول 1917، كانت أعماله تباع بشكل جيد، كما نال العديد من الإشادات من النقاد باعتباره أحد أفضل الفنانين البارزين في ألمانيا في العصر الجديد.

عانى بول كلي من العديد من الأمراض، فأصابه الهزال، وتصلب الجلد في نهاية حياته، وكان يعاني من الآلام، وينعكس ذلك في لوحته الأخيرة التي سماها الموت والنار، وتصور جمجمة في الوسط، مع كلمة موت.