قصة نهائي 3.. جمال بلماضي يختار الأجلي فوتبول ويخطف لقب الكان الثاني لـ الجزائر
تظن أنها مجرد مباراة كرة قدم بين طرفين يتصارعان على الفوز، كعادة مواجهات الساحرة المستديرة، أو أنها مجرد 90 دقيقة، تسفر عن طرف فائز وآخر مُنهزم، ولكن الأمر يبدو على خلاف ذلك، فالنهائيات تمثل الخطوة الأخيرة لمعانقة اللقب وتسطير الأمجاد.
النوع هذا من المباريات، يرفع أحلام طرفيها على الأعناق ليكون على استعداد لإدراجه في كفة النهايات السعيدة أو ضمن سيناريوهات كرة القدم القاسية التي يجب أن تكون في طي النسيان.
سلسلة قصة نهائي
قصة نهائي، سلسلة يقدمها القاهرة 24 لمتابعيه وقرائه، قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية في التاسع من الشهر الجاري، والتي ترصد أبرز المباريات النهائية في تاريخ البطولة، والتي دومًا ما تحوي مفردات عديدة لجماهير المنتخبين طرفي النهائي.
الحلقة الثالثة من قصة نهائي
ربما يتعلق الأمر في الحلقة الثالثة من قصة نهائي، بالكرة الشمال إفريقية الشهيرة في القارة السمراء لدى كافة المنافسين، والتي أصبحت تمثل مصدرًا كبيرًا لاستياء الجماهير من عدم رؤية كرة قدم حقيقة أو متعة مطلوب مشاهدتها من جانبهم أو فيما يعرف بـ "التيكي تاكا" التي تشعل سخونة المباريات الحاسمة من هذا النوع.
بلماضي بين نار التيكي تاكا وجنة الأجلي فوتبول
وفي الحقيقة، خلال هذا التوقيت قبل المباريات الحاسمة، يصبح المدربان في المنتخبين المتنافسين بالمباراة النهائية بين نار إمتاع الجماهير أو جنة حصد لقب، أو فيما يعرف بتطبيق التيكي تاكا المتهورة أو استخدام "الأجلي فوتبول" الذي يعتمد على إنهاء المباريات بمبدأ السلامة، فماذا عن عقل جمال بلماضي مع محاربي الصحراء أصحاب المغامرات مع الأجلي فوتبول الشمال إفريقية قبل صدام المباراة النهائية؟.
استاد القاهرة يحتضن نهائي أمم إفريقيا 2019
في 19 يوليو 2019، على استاد القاهرة الدولي، الجزائر بأحلام حصد النجمة الثانية تلاقي السنغال بأحلام حصد النجمة الأولى، في نهائي كأس الأمم الإفريقية، بحضور 75 ألف متفرج.
أجواء ما قبل المباراة
تأهل منتخب الجزائر إلى المباراة النهائية في كأس الأمم الإفريقية المُقام بدولة مصر، بمعنويات مرتفعة، وذلك مع عبارة ترن في آذان جميع عشاق المنتخب الجزائري ومتابعي البطولة بشكل عام تحت عنوان "حطها في الجول يا رياض" بعد جنون حفيظ دراجي بهدف رياض محرز القاتل في منتخب نيجيريا بالوقت القاتل من نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2019 لتنتهي المباراة بفوز محاربي الصحراء بنتيجة (2-1).
وعلى الجانب الآخر، تأهل منتخب السنغال إلى نهائي البطولة بعد مباراة دراماتيكية انتهت بفوز السنغال بهدف ذاتي سجله ديلان برون مدافع تونس في مرمى بلاده في الدقيقة 100 من عمر المباراة التي وصلت إلى الأشواط الإضافية.
بلماضي يختار الأجلي فوتبول
ومع انطلاق المواجهة المثيرة في مساء 19 يوليو 2019، باتت الجماهير تتابع بقوة مواجهة رفاق رياض محرز مع رفاق ساديو ماني، ولكن لم ينتظر بغداد بونجاح المهاجم الأسطوري ليسجل الهدف الحاسم لمنتخب الجزائر مبكرًا في الدقيقة الثانية من عمر المباراة بعد تمريرة من إسماعيل بن ناصر نجم ميلان؛ ليطبق بلماضي أسلوب الأجلي فوتبول الشمال إفريقي باستخدام محاربي الصحراء، حيث لم يصل محاربو الصحراء سوى بتسديدة واحدة إلى مرمى منتخب السنغال، والتي جاء منها هدف بونجاح الحاسم.
وعلى صعيد الأجلي فوتبول، فاستطاع بلماضي أن يتقن الأسلوب الشهير في كرة القدم الحديثة، حيث استحوذ منتخب السنغال بنسبة 63% على الكرة مقابل 37% لمنتخب الجزائر، مع وصول لاعبي منتخب السنغال إلى مرمى ريس مبولحي حارس الجزائر بـ 12 تسديدة.
ومع إضفاء الطابع الشمال إفريقي على الأجلي فوتبول التي طبها بلماضي، ارتكب لاعبو منتخب الجزائر لتطبيق الأسلوب ذاته أمام السنغال من أجل الظفر باللقب بالطريقة الدفاعية وارتكاب الأخطاء، 32 خطأ، وهو حسب الإحصائيات أكبر معدل من الأخطاء التي تم ارتكابها من لاعبي منتخب واحد في مباراة بنسخة كأس الأمم الإفريقية 2019.
كما تحصل أربعة من لاعبي محاربي الصحراء على بطاقات صفراء نظرًا لارتكاب الأخطاء مع الأسلوب الدفاعي الذي تمثل لإعاقة لاعبي السنغال من تطبيق أسلوبهم في الملعب، فضلًا عن استغلال بلماضي تبديلاته الثلاثة لإضاعة الوقت لتحقيق الهدف المطلوب فيما بعد الدقيقة 84 من عمر المباراة.
الأجلي فوتبول تجلب النجمة الثانية لـ محرز ورفاقه
ونجحت المدرسة التي طبقها بلماضي في مباراة النهائي أمام السنغال، في أن تجلب النجمة الثانية لمنتخب الجزائر في كأس الأمم الإفريقية على مر تاريخه، وذلك بعد أن حصد المحاربون لقب عام 1990، وذلك مع دمج الأسلوب الشهير الدفاعي بالكرة الشمال إفريقية بإهدار بعض الوقت وارتكاب عدد من الأخطاء، ولكن بالطبع الأكثر أهمية بالنسبة بلماضي وكتيبته كان حصد اللقب الغائب منذ 30 عامًا وعدم المجازفة فقط من أجل تقديم مباراة مميزة، فالتاريخ لا يذكر أداءً بل يدون أمجاده رافعي الكأس الذهبية مع لحظة بحث قُرائه عن صاحب الرقصة الأخيرة.