يأكلون مع كل ذئب ويبكون مع كل راعٍ
نعيش هذه الأيام حالة تاريخية من انكشاف وتعري مجموعة من الذين أكدوا لنا لكي لا أقول فاجأونا؛ بأنهم أساتذة يجيدون فن الأكل على كل الموائد، وساعد في إظهارهم تلك الصراعات التي تدور حول تنافس بعض الأشخاص على مناصب قيادية خدمية، في أن يضيق هامش مراوغتهم وتلونهم، حتى أُجبروا وكانوا ملزمين بأن يخرجوا من مناطقهم الرمادية، وينكشف قبحهم وتنكُرهم لمواقفهم السابقة التي أوهموا بها البعض بأنهم يحملون رائحة من الأخلاق.
كلما كبر حجم الأزمة كلما كان نهشهم وشرهم أكبر
الحاضرون على كل الموائد يتكاثرون بشكل لافت، خصوصًا في الأزمات، فكلما كبر حجم الأزمة، كلما كان نهمهم وشرههم أكبر هؤلاء مصابون بالمجاعة وهم شبعى، لا يقودهم العقل، وإنما البطن الجشع وليس لهم علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالأخلاق، بل إن هذه الكلمة محذوفة من قواميسهم الى الأبد.
يعيشون على الباطل ويكرهون الحق كرهًا شديدًا
كما أن خطابهم مزدوج فلا يتورعون أن يقولوا اليوم شيئًا، وغدًا يقسمون بنقيضه الآكلون على كل الموائد طفيليون يحضرون ويتقدمون ويتحدثون ويتنادون حتى لو لم ينادهم أحد ليدلوا بدلوهم. هم كائنات حيّة تعيش على الباطل وتكره الحق كرهًا شديدًا، ولا تريد حتى أن تراه؛ موائدهم الأكاذيب والدعايات المغرضة، ولا يسقى ظمأهم الا المستنقعات الآسنة.
يهتفون لأشخاص وفي نفس اللحظة يلعنونهم
لعنكم الله بما تفعلون، ألم تسألوا أنفسكم ولو مرة أن اللحظة التي تهتفون فيها لأشخاص كنتم تلعنونهم منذ أيام وتلعنون أشخاص كنتم تهتفون لهم منذ لحظات أن تكون هذه هي لحظتكم الأخيرة في هذه الدنيا وأنكم في ثواني معدودة من الممكن أن تقفوا بين يد الرحمن عز وجل لتسألوا عن أعمالكم فماذا أنتم فاعلون؟؟!!.
انتهت صلاحية عاش الملك مات الملك
لقد انتهت صلاحية مثل (عاش الملك مات الملك) نحن لا نبتاع الوهم والولاء المزيف إنه زمن قبول واستيعاب النقد والاختلاف، من أية جهة كانت، شريطة أن يرتكز هذا النقد وهذا الاختلاف على مفاهيم المصداقية والاحترام المتبادل.