دعاء الاستخارة بين أمرين بصلاة واحدة هل يجوز؟.. الإفتاء توضح
لا يعلم الكثيرون هل يجوز دعاء الاستخارة بين أمرين مرة واحدة، أم يجب الفصل بين الأمرين بدعاءين مختلفين، وكذلك هل تجوز صلاة الاستخارة الواحدة لأكثر من أمر واحد، وماذا يفعل من يريد الاستخارة في أكثر من خيار أمامه لا يعلم الصواب في أي منهم؟، وخلال تقرير القاهرة 24 ستتعرف على إجابة تلك الأسئلة.
دعاء الاستخارة بين أمرين
أيدت دار الإفتاء الرأي الذي يفضل دعاء الاستخارة بين أمرين مستقلين، لكل أمر دعاء مستقل، فيما أباحت الجمع ولكن الفصل أفضل، حيث يدعو المسلم بدعاء الاستخارة في أمر واحد أو عدة أمور يتطلب منه أن يتخذ قرارًا باختيار أحدها، كعروض الخطوبة والزواج والعمل والسفر وغير ذلك.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يعلِّمُنَا الاسْتِخَارَة في الأُمُورِ كلِّها كما يعلِّمُنَا السُّورةَ مِن القُرْآنِ؛ يقول: «إِذَا هَمَّ أحدُكُم بالأَمْرِ فلْيَرْكَعْ ركعَتَينِ من غيرِ الفريضَةِ ثُمَّ ليقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أستخِيرُك بعِلمِكَ وأسْتَقْدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّك تَقدِر ولا أقْدِر، وتعْلَمُ ولا أعْلَم، وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، اللَّهُمَّ إن كُنت تعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خيرٌ لي في دِينِي ومَعَاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي -أو قال: عَاجل أمري وآجِلِه- فاقْدُره لي ويسِّرْهُ لي ثمَّ بَارِك لي فِيه، وإن كُنتَ تعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعاقبةِ أمْرِي -أو قال: عاجِل أمرِي وآجِلِه- فاصرِفْهُ عنِّي واصْرِفْنِي عنه واقْدر لي الْخَيرَ حيثُ كان، ثمَّ أرْضِنِي بِهِ». قال: «ويُسَمِّي حَاجَتَهُ» أخرجه البخاري.
وقالت دار الإفتاء إن صلاة الاستخارة تستحب بخاصة في الأمور الهامَّة المصيرية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها ويعلِّم أصحابه كيف يفعلونها، مشددة على أنه يستحب أن تكون لأمر واحد لما ورد في حديث رسول الله بالمفرد كما أنه لا حرج لصلاة الاستخارة لعدة أمور معًا وما هو خير سيوفق الله المسلم إليه وسيصرف عنها ما هو شر له.
هل يجوز صلاة الاستخارة بين أمرين؟
ويتساءل العديد هل يجوز صلاة الاستخارة بين أمرين كشراء سيارة وخطبة فتاة معينة مثلًا؟، وقد سئل هذا السؤال الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله، وأجاز ذلك، وتكون صلاة الاستخارة الوسيلة للدعاء باغتنام خير الأمرين، أو أكثر من أمرين، فيقول في الدعاء:
"اللَّهُمَّ إنِّي أستخِيرُك بعِلمِكَ وأسْتَقْدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّك تَقدِر ولا أقْدِر، وتعْلَمُ ولا أعْلَم، وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، اللَّهُمَّ إن كُنت تعْلَمُ أنَّ (شراء السيارة وخطبتي من فلانة) لي في دِينِي ومَعَاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي -أو قال: عَاجل أمري وآجِلِه- فاقْدُرهما لي ويسِّرْهُما لي ثمَّ بَارِك لي فِيهما، وإن كُنتَ تعْلَمُ (شراء السيارة وخطبتي من فلانة) شر لي في دِينِي ومعاشِي وعاقبةِ أمْرِي -أو قال: عاجِل أمرِي وآجِلِه- فاصرِفْهُما عنِّي واصْرِفْنِي عنهما واقْدر لي الْخَيرَ حيثُ كان، ثمَّ أرْضِنِي بِهِ".
كيف استخير بين ثلاثة أمور؟
وقالت دار الإفتاء لمن يتساءل حول كيف أستخير بين ثلاثة أمور؟، أن الأفضل والأحب أن يصلي المسلم صلاة استخارة واحدة لكل أمر من الأمور التي تحيره، فالفتاة التي يتقدم أكثر من شخص لخطبتها تصلي صلاة استخارة بعدد هؤلاء الأشخاص، وإن لم تستقر على أفضلهم فتعيد الصلاة بعددهم أيضًا.
الاستخارة بين وظيفتين
كذلك الأمر عند الاستخارة بين وظيفتين، فالمسلم له أن يصلي صلاة استخارة لكل وظيفة، ويترقب ما سيؤول إليه أمره من تيسير أو تعسير، وقد نصح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية كل من تحير في أمر أو أكثر أن يستخير ويرضى بما سيكتبه الله له، فإن أراد أن يصرف عنه كل الاختيارات فليعلم أن قضاء الله كله خير.
ونصحت المسلم بأن يكرر صلاة الاستخارة أو دعاء الاستخارة دون صلاة حتى يطمئن إلى قرار محدد، حتى وإن رأى ما يشير لنتيجة الاستخارة لكنه ظل غير مطمئن أو غير متأكد من شعوره أو ما رآه من نتيجة استخارة.
هل الاستخارة تكون عند الحيرة؟
أجابت دار الإفتاء عن سؤال هل الاستخارة تكون عند الحيرة؟، موضحة أن الاستخارة تكون في الأمور التي تحير الإنسان، حيث تكون في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره أو شره كالعبادات وصنائع المعروف والمعاصي والمنكرات فلا حاجة إلى الاستخارة فيها.
وشددت على أنه من فوائد الاستخارة أنها تحيل الأمر كله لله يقدر فيه ما يراه من الخير لأنه علام الغيوب "الاستخارة سنة، لثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي من التسليم لأمر الله، والخروج من الحول والطول، والالتجاء إليه سبحانه".
كيف أعرف أن الأمر خير لي بعد صلاة الاستخارة؟
وحول سؤال كيف أعرف أن الأمر خير لي بعد صلاة الاستخارة؟، أكدت دار الإفتاء أن نتيجة الاستخارة ليس لها علامات تعلم، والتيسير هو الإذن في الأمر المستخار فيه، فإن تيسر فهو خير للإنسان، وإن تعسر فقد صرفه الله لشر فيه لا يعلمه إلا الله.
وعندما يستخير الإنسان ربه في عدة أمور يفتح الله بصيرة الإنسان للخير، فيصرف عنه أحد تلك الأمور أو يصرفها كلها، أو يكتب له إتمام جميع أموره أو بعضها، بما فيه الخير له، وقد يرى الإنسان منامًا حسنًا أو يقبض قلبه من أمر ما من بين كل تلك الأمور المستخار فيها، كذلك قد ينقبض قلبه من تلقاء نفسه ويتغير رأيه في أحد تلك الأمور بالإقبال عليه أو تركه.
صلاة الاستخارة للاختيار بين خطيبين
نصحت دار الإفتاء فتاة كانت تتساءل عن صلاة الاستخارة للاختيار بين خطيبين أو أكثر من شخص تقدم لخطبتها، فقالت إنه عليها أن تختار من بينهم من تظن أنه خير لها وتصلي صلاة استخارة باسمه، وإن لم يمكنها التمييز بينهم، عليك أن تصلي صلاة استخارة بعدد كل منهم إذا كنت لا يمكنك الترجيح بينهم.
