لم يسلم منه حتى الحيوان.. جنون الاحتلال يقتل كل الأرواح في غزة
أمام باب مستشفى الشفاء، وعلى بعد أمتار قليلة من تلقي الجرحى لعلاجهم، جلس النازحون الفارون من جنون القصف الإسرائيلي على غزة، مصطفون يمينًا ويسارًا من المدخل، فيما تعمل سيارات الإسعاف على نقل الجرحى، وإذ يدوي صوت انفجار كبير، وتتصاعد الأدخنة، وتتحول الصورة إلى ضباب شديد، ومن ثم دماء وأشلاء وجثامين وضحايا يحاولون التقاط أنفاسهم بالكاد، جراء قصف عنيف اغتال المشهد برمته وقتل الجرحى والمسعفين والنازحين، في كارثة وُصفت بـ الجريمة متكاملة الأركان.
مساء أمس وبعدما تخطت عقارب الساعة الخامسة بقليل، وبمحيط مستشفى الشفاء واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه، بدافع جنوني، وأسقطت طارئراته قذائفه التي التهمت الجميع، غير مفرقًا بين عزل ومسلحين، ليتسع نطاق الجُرح، بل تخطى الأمر ذلك ليشمل الحجر والبشر والشجر، حتى الحيوانات لم تسلم منهم.
كانت عربة كارو مخصصة لنقل المصابين والجرحى من الأماكن المنكوبة، كحيلة ولدت من رحم الأزمة، بعد نقص الوقود في القطاع، وكانت ضمن مسيرة وقافلة الإسعاف التي استهدفتها قوات الاحتلال أمام بوابة مستشفى الشفاء، في مخططهم لضرب المنظومة الصحية، وكما قال مسئولو الصحة في غزة: لم تسلم العربة ولا الحصان الذي يقودها من القصف الغاشم.
وفي فيديو وثق جريمة قصف المستشفى، ظهر الحصان أسود اللون، منبطح أرضًا، بينما تسل الدماء منه بشكل متواصل، بعدما قضى في القصف، فالجميع مشروع ضحية مصاب أو شهيد في غزة، لا أحد ينجو من مجازر إسرائيل التي يبرر أعمالها بأنها تستهدف فقط الإرهابيين على حد وصفهم، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، إلا أن الأطفال أكبر حصيلة في الشهداء، والنساء والعزل، والحيوانات.
الجيش الإسرائيلي يعترف بارتكابه جريمة استهداف قافلة الإسعاف
وبعد ساعات من الحادث الذي أدانه الجميع، خرج الجيش الإسرائيلي مدافعًا عن نفسه، ومبرر علمه الإجرامي، الذي خلف وفقًا لمتحدث الصحة بغزة 13 قتيلًا و26 مصابًا، وأكد أنهم استهدفوا قافلة الإسعاف لأنها كانت تابعة لحماس، رغم أنها مخصصة لنقل الجرحى إلى معبر رفح، وهو ما نفته حماس، مؤكدةً كذب رواية الاحتلال الذي يبرر جرائمه دائمًا بأنه كان يواجه مسلحين، على الرغم من أن فيديوهات الواقعة لا تظهر سلاحا واحدا، وجميع المصابين مدنيين عُزل، ما بين نازحين وجرحى ومسعفين، والحصان الذي كان يساهم في إسعاف الجرحى.
الاحتلال يقصف مزرعة مواشٍ
لم تكن تلك الجريمة الأولى التي يرتكبها الاحتلال، الذي جن جنونه في غزة، وبات يقتل الجميع، فقبل قرابة 8 أيام، وتحديدًا في السادس والعشرين من أكتوبر المنقضي، استهدف الاحتلال بقصف عنيف مزارع الأبقار والدواجن في منطقة شرق مدينتي غزة وجباليا وشمال مدينة بيت لاهيا.